اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الثورات العربية مثلما ساهمت في تحرير الشعوب من بطش الحكام المستبدين، ساعدت النساء العرب على تغيير صورتهن في الغرب، فقد كان الغرب يرى في المرأة مسلمة صامتة ضعيفة مختبئة خلف حجابها ونقابها، إلا أن المرأة بمشاركتها في الثورات العربية غيرت صورتها النمطية. ونشرت الصحيفة مقالا للكاتبة مريم أحمد في عددها الصادر اليوم الأحد جاء فيه :" قبل ثورات 2011 رأيت بنفسي كيف كانت صورة المرأة العربية المسلمة في الإعلام الغربي، فقد كان الغرب يرى المرأة في صورة نمطية واحدة وهي الضعيفة الصامتة الضحية، والعديد من الخبراء ووسائل الإعلام والسياسيين مهووسين بشكل كبير بالحجاب والنقاب، معتقدين أن المرأة العربية يتم التعرف عليها من خلال ملابسها فقط". وتضيف الصحيفة أن :" وسائل الإعلام في مصر واليمن بثت صورا لنساء يشاركن في المظاهرات غير صامتات ولا ضعيفات، وملابسهن على ما يبدو لا تشكل حواجز تحول دون مشاركتهن، وكانت هناك صور لفتيات صغيرات مع الحجاب، يرفعن الأصابع بعلامات النصر والسلام، وكانت هناك صور لنساء في الأسود تقبل الجنود والنساء في النقاب ساجدات وفي الصلاة كتفهن في كتف الرجال بالقرب من الدبابات والحواجز". وتتابع : كما حضرت المرأة في بنطال الجينز الضيق ورؤوسهن مكشوفة يصرخن بالشعارات الثورية باللغتين العربية والانجليزية، في الواقع كان بعض القادة الرئيسيين في الاحتجاجات النساء اللواتي يرتدين الحجاب". وبحسب الصحيفة، فإن في اليمن قادت توكل عبد السلام كرمان احتجاجات وهي ترتدي الحجاب والبرقع الأسود، وكذلك أسماء محفوظ التي ينسب لها دور كبير في إشعال وقيادة الثورة في مصر، وغيرها كثير من قصص النساء اللاتي شاركن في المظاهرات، وإذا لم تغير هذه الصور القوالب النمطية عنه في الغرب، فإنها تكشف أيضا مغالطة التركيز فقط على الحجاب". وتشير الصحيفة إلى أن هذه الثورات أثبتت أن المرأة ليست مختلفة، وأن نضالهن السلمي من أجل حرية التعبير والعدالة والمساواة يحمل نفس المثل التي ترتكز عليها بلادنا والدستور، وكان السؤال المهم والذي وهو ما إذا كانت المرأة المسلمة لها الحق في اختيار كيفية ممارسة شعائره الدينية والتعبير عن تدينهم، والطريقة الوحيدة لمساعدتها هي تعزيز الحرية للجميع. وأوضحت الصحيفة أنه " من أجل تعزيز الديمقراطية والمساواة والحرية في العالم الإسلامي، يجب علي الأمريكيين تغيير الصور النمطية الماضية عن المسلمين، والكثير من الأفكار التي ارتبطت بشبهات حول المرأة، والعلاقات بين الجنسين في الإسلام، كما أثبتت المرأة المسلمة خلال هذه الثورات، أن المسلمين ليسوا كيانا متجانسا، فعاداتهم وتقاليدهم وثقافات واللغات تختلف من بلد لآخر في العالم.