سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها اليوم الأحد الضوء على الملف الليبي وتفاقم الأزمة هناك على ضوء الهجوم الضاري على سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ببنغازي وازدياد قوة الميليشيات معتبرة إياها "بالقوة البوليسية الوحيدة في ليبيا". وأوضحت الصحيفة أنه بعد شهر من مقتل السفير الأمريكي "كريستفور ستيفينز"، باتت ليبيا تناضل ليلا نهارا من أجل كبح جماح الميليشيات بعد أن أثارت ليبيا غضبًا شعبيًا احتجاجًا على سيطرة تلك الميليشيات على زمام الأمور في ليبيا وقامت بمقاومة الحكومة التي لم تعد قادرة على التصدي لتلك القوة المتطرفة. وأضافت الصحيفة أنه مع تصاعد قوة العشرات من الميليشيات المتباينة، فإنه من الصعب على السلطات الليبية أو الولايات المتحة الأمريكية أن تلقي القبض على المهاجمين أو الجناة الذين اقتحموا السفارة الأمريكية وتسببوا في مقتل السفير وثلاثة دبلوماسيين آخرين، لاسيما مع شعور الليبيين بالإحباط وضياع الأمل من عودة الاستقرار إلى البلاد على أعقاب المزيد من المنافسات والضغائن والخصومات بين الجماعات والقبائل المدنية في ليبيا. وذكرت الصحيفة أن عشرات الآلاف من الشعب الليبي اجتاحوا الشوارع طوال الشهر الماضي للمطالبة بتفكيك تلك الميليشيات أو القضاء عليها، بعد أن تراجعت الكتائب الليبية عن التصدي لتلك الميليشيات التي شعرت بعض الشيء بالضرر وعدم التقدير في حين انسحبت بعض القوات من مواجهة المتطرفين والإرهابيين. ورأت الصحيفة الأمريكية أن ترويض الميليشيات والسيطرة عليها كان الاختبار الأصعب في سلسلة من المحاولات لبناء ديمقراطية حقيقية في ليبيا بعد أكثر من أربعة عقود من الديكتاتورية في عهد الرئيس المستبد "معمر القذافي"، ولكن هذا بدى صعبًا بعض الشيء مع وجود حكومة انتقالية تتسم بالضعف وتفتقر إلى الحسم والقوة بعد أكثر من عام من انتشار الفوضى العارمة خلال الثورة الماضية. ولفتت الصحيفة لتقول إن المشكلة أصبحت أكثر تعقيدًا مع احتدام سباق الرئاسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث اتهم الجمهوريون الإدارة الأمريكية الحالية بفشلها في حماية سفارتها مما يوضح انهيار سياستها في المنطقة. واختتمت الصحيفة بأنه مع تصاعد الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للتحرك ضد مرتكبي الحادث، فإن الخطوة التالية تحمل في طياتها مخاطر أو هجوما أمريكيا على الأراضي الليبية والذي بدوره سيؤدي إلى ردود فعل عنيفة من الشعب الليبي الذي دائمًا ما يشعر بالدفئ تجاه العلاقات مع واشنطن.