وكأن سيناء أبت ألا يمر الإحتفال بذكرى أكتوبر دون الإرتواء بدم شهداء جدد ، مازال الدمع فى المآقى لم يجف على الستة عشر ضابطا شهداء رفح ، مازلت الأفئدة مشتعلة على خير أجناد الأرض ، واليوم نزف مع الملائكة والأبرار إثنين وعشرين من جنود الأمن المركزى الذين راحوا ضحية حادث أليم أضاف للمصريين أحزانا وأوجاعا ، والمصابون لايقلون عددا ، ندعو الله أن يمد يده ليداوى الجراح ، جنود الأمن المركزى من طين هذه الأرض الطيبة ، أبناء البسطاء ، كلما طالعناهم وهم متكدسون فى السيارات الخاصة بهم وبأعداد مبالغ فيها ، خاصة مع أجواء الصيف الحارقة بأرديتهم السوداء مثقلين بأعباء جسام ، ينظرون من فتحات التهوية مرهقين ، فنشعر كم يبذلون الجهد معذبين ،هؤلاء الذين دائما مايتصدرون المشهد ، يذودون عنا بالنيران والحمم ، يقفون بالساعات والأيام ، رأيناهم فى الميادين ، وأمام السفارات والوزارات وفى العديد من القرى لفض الإشتباكات خاصة بعد الثورة ، الخوذة والعصا والصدادة ، أهم مايميز جندى الأمن المركزى الحامى للوطن ضد أعدائه فى ساحات القهر والضجيج ، حين تهلو صيحة البهتان ، حين ترتع أسراب الجراد ويسقط الفرسان ، حينما يعبث المندسون المهرولون بأمن البلاد ليغيب وجه الحق فيسود الظلام ، من أجل العدل فى العصر الملطخ بالمفسدين ، الجندى المصرى الجسور مرسوم على وجهه النيل والهرم ، يزهو بأنه الحارس الأمين حين يتملكنا الخوف ، ماوهنت يوم عزيمته ، لايسترخى ونحن نغط فى سبات عميق ، اليوم فى موكب الشهداء تبكى العيون دما ، فكل نقطة من دم الشهيد درة العمر ، حلم بالصبح الجديد شموخ النخيل ، ستتقبل أمهاتهم العزاء بحرقة الثكلى ، صرخة حرى لأطفال البراءة ، يتساءلون عن الماء والسنابل أين القناديل ؟ سنقول لهم : حتما لن تخبو وجوه الشهداء وإن ضمهم الكفن ، على كل قبر ألفى سوسنة ، ذكراهم الخالدة باقية عبر الأزمنة ، ستظل نبراسا يقينا الهجير ، يأبى التاريخ أن يدفنون ، الشهداء يشفعون لنا فى الجنة ، أنشودة حب يرفعوا بها الرأس يتباهون بين أقرانهم ، هنا على رمال سيناء سيكتبون ...كان أبى كالشهب زرع ألأشجار وسقاها بالدم ، فنمت أغصانا وارفة الظلال ، أبى قلادة من ماس وذهب ، ستعلو قامتى وأفتخر