يخطئ من يظن أن الصدفة وحدها هي التي جعلت الماس الكهربائي المتهم الرئيس في حرق ثلاثة من المؤسسات الهامة والسيادية في مصر في أقل من شهر كان آخرها الحريق الذي شب في مبنى البنك المركزي المصري بوسط القاهرة ظهر اليوم بسبب ماس كهربائي كما ذكرت وزارة الداخلية. وكانت منطقة وسط البلد قد شهدت حالة من الهلع بعد تصاعد الأدخنة من مبنى البنك المركزي حيث تبين نشوب حريق داخل الجهاز ، وأعلنت وزارة الداخلية على صفحتها على الفيس بوك أن الفحص المبدئي للحريق يشير إلى أنه شب ببعض أجهزة التكييف بالدور العلوي بالبنك، وسط ترجيحات أن يكون الحريق ناجمًا عن ماس كهربائي. الغريب أن حريق "المركزي" نشب بعد أيام قليلة من الحريق الذي وقع بالدور التاسع بوزارة الداخلية وتحديدًا بالإدارة العامة لاتصالات الشرطة الثلاثاء الماضي والتي تحتوي على العديد من الملفات الهامة التي التهمها الحريق ، منها تسجيلات خطيرة تثبت تورط بعض المسئولين في قضايا فساد وقال تقرير الأدلة الجنائية إن الحريق نتج عن ماس كهربائي نشب نتيجة خلل بالتوصيلات الكهربائية الداخلية لوحدة التكييف الموجودة بمعمل صيانة أجهزة الحاسب الآلي التابع للإدارة العامة للمعلومات والتوثيق والكائنة بذات المبنى. "الماس الكهربائي" كان السبب أيضًا في الحريق الذي شب بالجهاز المركزي للمحاسبات الذي يضم عددًا ضخمًا من المستندات التي تثبت تورط مسئولين سابقين في قضايا فساد في الثاني من مارس الجاري حيث قالت بعض المصادر إن الحريق تم بعد تسلم المركزي تقارير تخص ضباط كبار بأمن الدولة . والذاكرة تحتفظ بتورط "الماس الكهربائي" كما تردد آنذاك في حريق مجلس الشورى الذي وقع عام 2008 وتسبب في إخفاء العديد من الملفات الهامة والخطيرة والتي تدين رجال كبار في النظام البائد أخطرها تقرير تقصي الحقائق عن غرق العبارة السلام 98 . زهناك الحريق الذي وقع في مجلس الدولة في نوفمبر 2010 وهي الفترة التي كان ينظر فيها المجلس عددًا من الطعون الانتخابية الهامة ضد كبار أعضاء الوطني الذين فازوا في انتخابات الشعب . اتهام "الماس الكهربائي" بحرق المؤسسات الثلاثة الكبرى جعل مجموعة من شباب الفيس بوك يطالبون اليوم بالخروج بمظاهرة مليونية إلى ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط "الماس" ومحاكمته ؛ لأنه أصبح من الأعداء الرئيسين للثورة ويعمل لصالح فلول النظام البائد والذين كانوا يستخدمونه سابقًا في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم للإضرار بمصالح الوطن . لم تتوقف دعاوى الشباب إلى المحاكمة الرمزية للفيس بوك ولكن أحمد محمد -أحد ناشطي موقع التواصل الاجتماعي –طالب بضرورة تقديم بلاغ للنائب العام ضد الماس الكهربائي للتحقيق في الحرائق التى قام بها في الأيام الماضية ومن يقف وراءه ويقوم بتمويله من فلول أمن الدولة ورجال الحزب الوطني . وشدد على ضرورة استدعاء وزير الكهرباء للاستماع لشهادته في البلاغ في تلك الوقائع والحصول منه على معلومات لمعرفة حجم فولت التيار الكهربائي الموجود في الأماكن الحساسة والسيادية في الدولة ، وهل يختلف عن حجم الفولت في المؤسسات الأخرى ، ومتى يكون خطرًا على الملفات الهامة ومتى يستهدفها دون غيرها من الملفات . أما معتز محمد- أحد ناشطي الفيس بوك –فطالب بضرورة تدشين حملة قومية لتوفير الكبريت والبنزين لتخفيف العبء على الماس الكهربائي الذي يقوم وحده بجهود مضنية في إشعال الحرائق في المؤسسات الهامة مؤكدا أن وجود الكبريت والبنزين سيساهم في الكشف عن الجناة لأنهم سيؤجرون أشخاص لإشعال الحرائق بدلاً من الماس . وقدم صابر إبراهيم –أحد ناشطي الفيس بوك –وصفة سحرية لوقف الحرائق التي يقوم بها الماس الكهربائي في المؤسسات الهامة وهي العودة مرة أخرى إلى "اللمبة الجاز" والاعتماد عليها بشكل رئيس في إنارة تلك المؤسسات حتى يتحقق الاستقرار في البلاد وحتى تتم محاكمة كافة الفاسدين وفلول الوطني وأمن الدولة الذين يقفون خلف هذه الحرائق ، وبذلك نكون قد وجهنا لهم ضربة قاضية وأوقفنا مخططهم السحري للقضاء على المؤسسات الهامة .