يتميز فصل الشتاء بانتشار امراض الجهاز التنفسى مثل نزلات البرد والإنفلونزا وازدياد مشاكل حساسية الأنف والصدر وهو ما يؤدى بالضرورة إلى زيادة معدلات الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية فهى حلقات متصلة ببعضها البعض. ويؤكد الدكتور أحمد الموصلى استشارى الأنف والأذن والحنجرة أن أشهر أسباب حدوث التهابات الجيوب الأنفية هى نزلات البرد أو الأنفلونزا فإذا لم يتناول المريض العلاج المناسب أو كانت مناعة الجسم ضعيفة أدى ذلك لحدوث التهاب بالجيوب الأنفية اما اذا كان المريض يعانى أصلا من التهاب الجيوب الأنفية فإن تعرضه لتيارات الهواء البارد أو الاصابة بنزلات البرد العادية قد يؤدى لإثارة المرض وحدوث التهاب جديد حاد بالجيوب الأنفية وتكثر الإصابة فى مرضى حساسية الأنف حيث يكون الغشاء المخاطى المبطن للأنف والحلق فى حالة غير طبيعية مما يجعل المريض عرضة أكثر من غيره للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا كما تزداد الإصابة لدى الأشخاص الذين يعانون أصلا من مشاكل فى الأنف مثل اعوجاج الحاجز الأنفى وهو الجدار الفاصل بين فتحتى الأنف أو بسبب وجود زوائد لحمية بالأنف وهذه المشاكل تؤدى لانسداد الأنف مما يجعل الجيوب سيئة التهوية وقابلة بسهولة للالتهابات. ويقول الدكتور أحمد الموصلى ترجع اهمية التهاب الجيوب الأنفية إلى خطورة مضاعفاتها حيث إنه يجاورها مباشرة بعض الاعضاء المهمة جدا مثل المخ ومقلة العين والعصب البصرى والغدة النخامية بالاضافة إلى بعض الأوعية الدموية الكبيرة وبعض الأعصاب الرئيسية مما يسهل انتقال الالتهابات الموجودة بالجيوب الأنفية إلى الأماكن الحساسة المجاورة لها ويتسبب فى حدوث مضاعفات خطيرة وهناك كما يقول الدكتور احمد الموصلى كثير من الاشخاص يخلطون بين نزلة البرد والأنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية فنزلة البرد تتميز بارتفاع طفيف فى درجة الحرارة ورشح مائى من الأنف وعطس وقد يصاحبه انسداد بالأنف وصداع وهى تتحسن تلقائيا خلال بضعة أيام أما الأنفلونزا فتتميز بالام شديدة بالجسم مع صداع وارتفاع شديد فى درجة الحرارة بالاضافة إلى انسداد الأنف وكل هذه الأعراض تختلف عن أعراض التهاب الجيوب الأنفية حيث يعانى المريض من الآم فى الجبهة وعظام الوجة خاصة بين العينين ويزداد هذا الآلم مع السجود أو عند تحريك المريض رأسه كما يعانى من انسداد أنفى وافرازات مخاطية ملونة تخرج من الأنف أو تنزل من حلق المريض من فتحتى الأنف الداخلية ومشاكل الجيوب الأنفية تسبقها عادة نزلة برد أو انفلونزا. ويضيف الدكتور احمد الموصلى أن تشخيص التهاب الجيوب الأنفية يعتمد على التاريخ المرضى للمصاب بمعنى وجود التهابات انفية متكررة أو حساسية بالأنف أو اعوجاج بالحاجز الأنفى أو حدوث نزلة برد تستمر اكثر من اسبوع كما يمكن عمل اشعة عادية أو مقطعية للانف والجيوب الأنفية وينقسم العلاج إلى ثلاث مراحل تبدأ بعلاج الالتهاب الحاد الموجود بالمضادات الحيوية المناسبة والادوية التى تقلل من احتقان الأنف والادوية المذيبة للمخاط الذى يملأ الجيوب الأنفية ويسد المجرى الهوائى للأنف بالاضافة إلى المسكنات والاقراص الخافضة للحرارة ثم تبدأ المرحلة التالية بعلاج العوامل المساعدة على حدوث الالتهابات مثل علاج حساسية الأنف أو التدخل الجراحى لاستعدال الحاجز الأنفى أو استئصال الزوائد اللحمية ثم يقوم الطبيب فى المرحلة الأخيرة بتوجيه المريض لكيفية الوقاية من نزلات البرد وكيفة رفع مناعة الجسم. وينصح الدكتور أحمد الموصلى لتجنب حدوث نزلات البرد والأنفلونزا بالابتعاد عن الملوثات المختلفة التى تؤثر على كفاءة الجهاز التنفسى مثل التدخين وعوادم السيارات كذلك المحافظة على درجة حرارة الجسم بارتداء الملابس المناسبة وتفادى الانتقال المتكرر من والى الغرف مكيفة الهواء بالاضافة إلى ضرورة تناول الغذاء المتوازن الذى يشمل جميع العناصر الغذائية من بروتين ودهون ونشويات وفيتامينات والتى توجد بكثرة فى الفواكه والخضراوات وعلاج أى أمراض تؤدى إلى ضعف المناعة كما ينصح بتناول المصل الواقى من الأنفلونزا فى بداية كل فصل شتاء.