رأت صحيفة (فايننشيال تايمز) أن خطاب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في الأممالمتحدة والذى يهدف إلى إعادة صياغة العلاقات الأمريكية مع العالم العربى بعد أسبوعين من الاحتجاجات العنيفة فى سفارات الولاياتالمتحدة والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، يُعد خطابًا قاسيًا يقلق المتطرفين في الشرق الأوسط. وجه "أوباما" في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، كلمات صعبة بشأن برنامج إيران النووي مع نداء للحكومات في الشرق الأوسط بالوقوف في وجه المتطرفين وتشجيع التسامح الديني والشخصي بشكل أكبر من ذلك. وأخذ أوباما بعين الاعتبار الجمهور المحلي وانتخابات نوفمبر الرئاسية من جانب واستمرار التواصل مع دول الشرق الأوسط، لذلك قال إن بلدان المنطقة التي شهدت عنفا في الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة بحاجة إلى التحدث بصراحة عن الأسباب العميقة لهذه الأزمة". وتعهد الرئيس الامريكي في كلمته بأن الولاياتالمتحدة لن تسمح لايران بامتلاك السلاح النووي، وقال: "تيقنوا أن إيران نووية لن يمكن احتواؤها، فستهدد بتدمير إسرائيل وتقوض امن دول الخليج وتزعزع استقرار الاقتصاد العالمى." ومضى للقول: "ولذلك تداعت مجموعة من الدول لإجبار الحكومة الايرانية على تحمل مسئولياتها، ولذلك ايضا تفعل الولاياتالمتحدة كل ما بوسعها لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من وعود أوباما ببداية جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي، خلال الكلمة التي ألقاها منذ ثلاث سنوات في القاهرة، إلا أن الهجوم على السفارات الأمريكية اعتراضا على الفيلم المسيء للرسول، أظهر مدى هشاشة العلاقات وترك سياسات أوباما في المنطقة ضعيفة. الجدير بالذكر أن أوباما أصر على أن الولاياتالمتحدة لن تتدخل في انتخابات الدول مثل مصر وتونس وليبيا، والتي هي الآن الديمقراطيات، ومع ذلك، نسق الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة باعتبارها عاملا مهما فى النضال من أجل الديمقراطية في المنطقة. وقال أوباما: "لقد حان الوقت لتهميش أولئك الذين يستخدمون الكراهية الأمريكية، أو الغرب، أو إسرائيل كمبدأ مركزي في السياسة، لأن ذلك من شأنه أن يخلق الأعذار بالنسبة لأولئك الذين يلجأون إلى العنف." وأضاف اوباما في خطابه: "إن الفيلم المسيء للرسول كان إهانة ليس فقط للمسلمين، ولكن لأمريكا أيضا، حيث إن أقوى سلاح ضد خطاب الكراهية ليس القمع، ولكن رفع أصوات التسامح التي تجمع ضد التعصب والتكفير، ورفع قيم التفاهم والاحترام المتبادل".