تحالفات سياسية مدنية لمواجهة الأحزاب والتيارات الإسلامية.. يبدو أن ذلك هو شعار المرحلة المقبلة، بعد ظهور "تحالف الأمة" الذي يقوده عمرو موسى، وتحالف التيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي.. تعتمد فكرة التحالفات على إنشاء تكتلات سياسية كبرى وقوية تضم مجموعة من الأحزاب المبنية على أيديولوجيات مختلفة، حيث يضم تحالف الأمة أحزاب الوفد والمصرين الأحرار، ويضم تحالف التيار الشعبي حزب الدستور والحزب المصري الاجتماعي ومجموعة من الائتلافات الشبابية.. وبالطبع تأتي التحالفات في هذا التوقيت بسبب انتخابات مجلس الشعب القادمة وكتابة الدستور. فهل تلبي هذه التحالفات طموحات الشباب السياسية، وتشجعهم للانضمام إليها؟
"اللى حيأكلنى عيش" محمد الشامي، في أوائل الثلاثينات من عمره، يقول فيما تظهر على وجهه علامات الحيرة واليأس من الأوضاع السياسية الحالية: "التحالفات كثيرة ومش عارفين إحنا مع مين ولا رايحين فين". ويكمل: "أنا ماليش في السياسة وعمري ما فكرت إني أدخل حزب سياسي، لكن إحنا إدينا للإخوان والسلفيين فى المرة اللى فاتت ومعملوش حاجة لينا ومحسناش بفرق.. أنا حأنتخب اللى حيأكلني عيش". "الأحزاب كترت" عمرو شكري، طالب بكلية العلوم، يقول: "أنا شايف إن الأحزاب كثرت جدا بشكل سخيف، وإن الأصلح للبلد بالفعل إنهم ينضموا ويكونوا تحالف أو اثنين بالكتير لكي تكون قوية فى مواجهة الأحزاب الإسلامية". وأضاف: "أما لو بقيت هذه الأحزاب كما هي فسيعطي ذلك فرصة مرة أخرى للأحزاب الإسلامية فى إحتكار مجلس الشعب والحياة السياسية بشكل أكثر من الأول". ويستطرد: "أنا بافكر إني أنضم لحزب ولكن لسه ماقررتش، لأن لازم الحزب اللى أنضم فيه يكون له تأثير فى الحياة وحزب قوي، وغالبا حيكون ده بعد إنتخابات مجلس الشعب". "حاجة تزهق" فاطمة محمد، طبيبة، تثني على فكرة التحالفات وتقول: "المفروض على الأحزاب المدنية إنهم يكونوا إتعلموا من أخطائهم السابقة، وتكون مصلحة البلد هى الشىء الأساسى قبل مصالحهم الذاتية، لأن المرة دى لو خسروا حتكون دى نهايتهم السياسية". بغضب تقول هند سامي، طالبة بكلية التجارة: "تحالفات.. أحزاب.. دى حاجة تزهق مفيش كلام دلوقتى إلا عن كده وعن الدستور والإخوان، وكله بيتكلم عن كله وبيخونوا بعضهم وبيشككوا الناس فى كل حاجة وعن أى حاجة". وتتابع: "أنا بجد نفسي الإعلام لا يهتم بالسياسيين والأحزاب، لأن كلامهم بقى مش مهم عندنا، وعاوزه أقولهم بجد الناس قرفت، وإن كلهم بيجروا ورا مصالحهم الشخصية فقط".