أعدت صحيفة لو باريزيان الفرنسية تقريرا عن ردود الفعل الغاضبة تجاه الفيلم المسىء للإسلام والرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من الرسول (صلى الله عليه وسلم) . وأشارت إلى التهديدات السعودية بمنع الدخول إلى اليوتيوب إذا لم تمنع جوجل أى إشارات ومواقع تؤدى إلى مشاهدة الفيلم المسىء "براءة المسلمين"، الفيلم الذى أدى إلى انفجار حالة الغضب ضد الأساءات الموجهة إلى الرسول الكريم. رفض جون مارك أريو رئيس وزراء فرنسا السماح للمسلمين بفرنسا بالتظاهر بباريس وبعض المدن الرئيسية الفرنسية، مؤكدا أنها تظاهرة فئوية ولا يحق للمسلمين بجلب المشاكل مع الدول الأخرى إلى الأراضى الفرنسية. وأعرب عن أسفه على المسئولين عن الثقافة الإسلامية السابقين الذين يتحملون المسئولية ويتميزون بالحداثة، وأشار إلى أن المجموعات الداعية إلى التظاهر ليست سوى أقلية ترغب فى تفجير الموقف وهو مالم تسمح به الجمهورية الفرنسية . وطالب رئيس وزراء فرنسا المتضررين من الكاريكاتير المسىء للرسول الذى نشرته صحيفة شارلى أبدو صباح اليوم فى صدر صفحاتها، بأقامة دعوى قضائية ضد الصحيفة من مبدأ إقرار دولة القانون بالرغم من أن فرنسا تضمن حرية التعبير فى الرسوم الكاريكاتورية. وبدأت السفارات الفرنسية فى دول العالم من تشديد إجراءات حمايتها خوفا من هجمات عنيفة عليها بسبب الرسومات المسيئة للرسول، وأكد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى إرساله تعليمات مشددة إلى جميع السفارات فى الدول التى قد تثير مشاكل وأزمات فى هذا الشأن بأتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهجمات على السفارات الفرنسية بسبب الرسومات المسيئة . وأعلن عن إغلاق السفارات والقنصليات الفرنسية وكذلك عشرات المدارس الفرنسية يوم الجمعة القادم فى 20 دولة إسلامية تحسبا لوقوع هجمات . وحذر مانويل فال وزير الداخلية الفرنسى عقب لقائه مع محمد موسوى كبير أئمة المسجد الكبير بباريس ودليل بو بكير رئيس المجلس الثقافى الأسلامى وبعض ممثلى أتحاد المنظمات الأسلامية الفرنسية ، من تنظيم أى تظاهرات تكدر الأمن العام وتثير البغضاء وتحث على الكراهية ، وطالب أئمة المسلمين الفرنسيين بالحث على السلم والهدوء فى خطبهم ودروسهم الدينية . من جانبها ، اعتبرت صحيفة لو سورفاتورى رومانو الصادرة عن الفاتيكان الرسوم المسيئة للرسول (ص) بأنها تسكب الزيت على النار وأن توقيت إصدارها يؤكد أستهداف الصحيفة للبحث عن الإثارة والدعاية فى وقت يسعى العالم لتهدأة الرأى العام الأسلامى الثائر بسبب فيلم براءة المسلمين . واعترض ريشار باركييه رئيس المجلس التمثيلى للمعاهد اليهودية فى فرنسا على نشر كاريكاتير يسىء إلى الرسول (ص) فى صحيفة "شارلى إبدو" فى فترة حرجة يجتاح فيها الغضب الأسلامى جميع المجتمعات الدولية واعتبره تصرفا غير مسئول، مشيرا إلى الضحايا الذين راحوا بسبب المظاهرات والاحتجاجات العنيفة ببعض الدول العربية والإسلامية. وقد تقدمت المنظمة السورية من أجل الحرية فى باريس بشكوى ضد صحيفة شارلى أبدو وأتهمتها بأثارة الفتن والحث على الكراهية . وأكد مصدر قضائى أن المنظمة السورية أعتبرت الصحيفة تسعى لأشعال النيران فى الأزمة المشتعلة فعليا بين المسلمين والولايات المتحدة . وقرر القنصل الفرنسى العام بالقاهرة إغلاق المدراس الفرنسية والمراكز الثقافية فى مصر .