نظمت إدارة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ندوة بعنوان "حرية التعبير فى مصر" ضمن فعاليات المهرجان، بحضور الأديب بهاء طاهر والفنانة ليلي علوي والفنانة إلهام شاهين والفنان عمرو واكد والفنان خالد أبو النجا والمخرج داود عبد السيد والفنان باسم سمرة، وقام بإدارة الندوة الكاتب الصحفي سعد هجرس. وأكد الكاتب سعد هجرس في بداية المؤتمر أن انعقاد دورة هذا العام من مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في هذا التوقيت تحديداً يعد نجاحا كبيرا؛ خاصة أن المهرجان لا يهتم بالجانب الفني فقط لأنه يهتم بالحوار بين الثقافات المختلفة . وأضاف هجرس أن الحضارة المصرية جزء من الحضارة الإنسانية وأنها ليست خارجها كما يحاول البعض أن يصل بها لذلك بأفعالهم التي تعيدنا لعصور مضت؛ مشيراً إلي أن موجة الهجوم التي أثيرت مؤخراً علي الفن والإبداع مجرد محاولة لفرض سلطة استبدادية؛ مشدداً علي أنهم لن ينجحوا في ذلك لأن مصر أكبر منهم جميعاً وأن الأمر لا يزيد على كونه زوبعة. وأوضح هجرس أن الفيلم الذي أساء لرسولنا الكريم مؤخراً أحدث ضجة كبيرة تثبت لنا دور الفن والإعلام والصحافة في التأثير وتحريك الرأي العام، مشيراً إلي أن المصريين عليهم أن يدافعوا عن حرية الإبداع والفن والثقافة لأنه أمر لا يقتصر علي هذه الفئات وحدها لكنه يخص كافة المصريين. وقال الكاتب بهاء طاهر خلال الندوة إن قضية الفنانة إلهام شاهين هي قضية كل مبدعي مصر والأشخاص الذين هاجموا مبدعين مصر – منذ الهجوم الاول على الكاتب الكبير نجيب محفوظ - والفنان الكبير عادل امام وبعد ذلك الفنانة إلهام شاهين . وأضاف بهاء أنه كان يجب ان يكون هناك رد قوي من المبدعين من بداية الهجوم على الكاتب الكبير نجيب محفوظ؛ حيث من المفترض ان ترفع قضية امام المحكمة على هؤلاء الأشخاص الذين يهاجمون رموز مصر. وأكد طاهر أن حرية الإبداع والثقافة موجودة منذ الفراعنة وحتى عندما جاء الفتح الاسلامي حافظ على جميع الآثار الموجودة سواء الفرعونية أو القبطية؛ وهذا يدل على الوعي الكبير لدى المسلمين الذين جاء الى مصر في الفتح الإسلامي. وشدد طاهر علي أن الهجوم المتكرر على الفنانين والمبدعين مقصود من هذه الفئة النكرة التي تحاول أن تهدم كل ما هو قيم في هذا البلد العظيم الذي سيظل عاليا رغم انف الجماعات المتشددة. واعربت الفنانة ليلى علوي عن سعادتها بوجودها في مهرجان الأقصر لسينما المصرية الاوروبية متمنية أن يكون هذا المهرجان من أكبر المهرجانات العالمية في وقت قصير. وأضافت ليلى: "حرية الإبداع يجب أن تكون مكفولة لكل مواطن مصري موجود على هذه الأرض الطاهرة؛ ونرفض بصورة واضحة الهجوم المتكرر من جانب الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تحاول بكل الطرق أن تجعلنا نقف عن الهدف الكبير الذي نسعى له دائما وهو أن يكون الإبداع موجودا في كل بيت مصري". وأكد المخرج داود عبد السيد أن الجماعات الاسلامية المتطرفة تحاول أن تهدم الحضارة الموجودة بكل الطرق من خلال إرهاب الفنانين والكتاب والمبدعين في جميع المجالات؛ خاصة صناع الفن, موضحاً أن الفترة القادمة ستشهد أعمالا كثيرة . وأوضح داود أن حالة التدني الشديدة التي نعيشها حالياً حالة مقاومة للحضارة وليست حالة بناء لها؛ موضحاً أن الحضرة تحتاج للعلم والثقافة للقضاء علي عصور الاضمحلال ومناطق التدني للنهوض والبناء. وأكد عبد السيد علي حق الجميع في ضمان حقوقه الخاصة والاجتماعية في الدستور الجديد مهما كانت ديانته أو انتمائه بعيداً عن الدستور الذي يكتب علي مقاس من يصنعونه الآن –علي حد تعبيره-، وطالب عبد السيد الحضور بتوعية المحيطين بهم ومطالبتهم بتوعية غيرهم من أجل معركة الدستور. كما أشار عبد السيد إلي أن الحرية لن تتحقق وهناك تفاوت طبقي كبير بين أفراد المجتمع وفي ظل وجود نظام تسلطي يرغب في الاستحواذ علي الثروة والسلطة دون النظر للعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع المصري. وقال الفنان عمرو واكد إنه مع الحرية الكاملة غير المنقوصة أو المشروطة؛ خاصة أنه يرى أن كل فرد رقيب علي نفسه ولا يحتاج لوصاية أحد عليه. وأضاف واكد أنه لا يعارض تقديم أعمال فنية رخيصة لأن الجمهور من حقه أن يختار ما بين الجيد والمسف؛ مشيراً إلي أن الرقابة علي الأفلام تختلف تماماً عن الرقابة علي الكتب خاصة وأن هناك كتب يتم إجازتها رقابيا وترفضها الرقابة السينمائية بدعوى أنها غير صالحة للعرض أو أنها تحتوى علي أمور تحدث فتنة. كما أنتقد واكد أن الفيلم التافه الذي أساء للرسول والذي انتشر مؤخرا علي الإنترنت منذ 7 أشهر ؛ موضحاً أن هناك آلاف الأفلام التي قامت بالإساءة والسب للرسول والمسلمين ولكنها لم تجد مثل هذه الشهرة؛ خاصة وأنه يرى أن رد الفعل علي الفيلم غير جيد مثل الفيلم لأنه كان ينبغي أن يرد عليهم بفيلم يوضح سماحة الإسلام والرسول الكريم وليس بالحرق والقتل والتدمير. وتوجه الفنان خالد أبو النجا بالشكر لإدارة المهرجان علي المجهود الواضح الذي بذلوه في افتتاح المهرجان واختيار الأعمال المشاركة . وأضاف أبو النجا أنه لا يشعر بأي خوف من الأحداث الجارية خاصة وأنه مقتنع تماماً أنه لم يعد هناك فرد ضعيف علي أرض مصر بعد ثورة يناير؛ خاصة وأن الجميع علم كيف ومتي يقوم بالتغيير ومدى قدرته علي تحقيق ذلك . كما أكد أبو النجا أن المصريون لن يصمتوا ثانية أو يستكينوا لأن كل مصرى شعر بنفسه وبقوته وقدرته علي تحقيق ما يريد . وأبدت الفنانة إلهام شاهين تخوفها مما يحدث حالياً بحق حرية الرأي والتعبير قائلة : "أنا غير متفائلة بالفترة القادمة علي الإطلاق وأخشى علي مصر كثيرا في ظل محاولات تفكيك الهوية المصرية وضرب كل ما هو يتعلق بالإبداع والفكر ومهاجمته بالباطل". وأضافت شاهين أن من يهاجموا الإبداع يرغبون في أن يسود الجهل وأن يتراجع في ظل ما يحدث حالياً في تأسيسية الدستور عقب تسرب أنباء عن محاولة البعض بتقليص سن زواج الفتاة إلي 9 سنوات؛ وهو ما سيتسبب في انتشار الجهل بين النساء من أجل عودة عصر الجواري بسبب مطالب أفراد يرغبون أن تعود مصر سنوات عديدة للوراء وفق مؤامرة ممولة خارجياً وتنفذ بأيد مصرية. وأكدت شاهين أن الشرع والدين لا يسمحون بزواج فتاة في سن التسع سنوات خاصة وأنها لا تعلم ما هو الأمر الذي ستصبح عليه بعد ذلك . وشددت شاهين في نهاية المؤتمر علي أن الفنانين والمبدعين لن يسمحوا لطيور الظلام بإفساد الحياة في مصر وتخريب عقول الشعب المصري خاصة وأنها فئة قليلة لا تعبر إلا عن نفسها.