سلطنة عمان تعيش أيامًا تاريخية تتواصل خلالها الاحتفالات بالعيد الوطنى التاسع والأربعين

تعيش سلطنة عمان أيامًا تاريخية تتواصل خلالها الاحتفالات بالعيد الوطنى التاسع والأربعين، وبإنجازات أهم مراحل التاريخ الحديث، والتى بدأت فور تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم فى الثالث والعشرين من يوليو عام 1970.
وقد شمل السلطان قابوس بن سعيد برعايته العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة على ميدان الاستعراض العسكرى بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية، وشاركت فيه وحدات رمزية.
تتوج احتفالات العام الحالى استحقاقات سنوات نصف قرن شهدت نقلة نوعية وكمية، تنموية وحضارية فى كل مجالات الحياة على امتداد أرض عمان الطيبة، مرحلة بعد أخرى لبناء الدولة العصرية التى تقوم على مبادئ وقيم المساواة والمواطنة وحكم القانون وعلى تعاون وتكامل المؤسسات ومشاركة المواطنين فى صياغة أهداف التنمية الوطنية وتنفيذ برامجها فى كل المجالات.
امتدت أيضًا الاستحقاقات إلى مجالات السياسة الخارجية استنادًا إلى الأسس والمرتكزات التى وضعها السلطان قابوس بن سعيد لعلاقات السلطنة مع مختلف الدول، ولذلك فإنها تشهد العديد من الزيارات والاجتماعات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يعزز المصالح المتبادلة ويدعم ركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
فى هذا الإطار تم على سبيل المثال التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك بين السلطنة والمملكة المتحدة، كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون لتطوير الروابط المشتركة بين البلدين. وكانت السلطنة قد أقامت شراكة استراتيجية بينها وبين الصين فى مايو 2018.
وتتولى السلطنة رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية واحتضنت كل اجتماعات هيئاته ولجانه بحضور ممثلى كل الدول الأعضاء تمهيدًا لاجتماعات قادة دوله.
على الصعيد الوطنى يشهد الاحتفال بالعيد الوطنى التاسع والاربعين
زخمًا تنمويًا كبيرًا ومتواصلًا وعلى نحو يضع الاقتصاد العمانى على أعتاب مرحلة جديدة يستعد للدخول إليها لتحقيق الرؤية المستقبلية عُمان حتى عام 2040 التى يتكامل الإعداد لها خلال هذه الفترة، وتمثل السنة القادمة آخر أعوام الخطة الخمسية التاسعة. وتتطلع السلطنة بطموح إلى المرحلة القادمة للتنمية الوطنية بآمالها وآفاقها الواسعة وبمشاركة أكبر من جانب الشباب وجموع المواطنين فى جهود التنمية المستدامة.
من جانبه حرص المؤتمر الوطنى للرؤية المستقبلية على تحقيق أكبر مشاركة مجتمعية ممكنة خاصة من جانب الشباب لبلورة وثيقة الرؤية المستقبلية لتعبر عن أولويات المجتمع وتطلعات المواطنين، تحقيقًا للأهداف المرجوة بما يحقق المزيد من القدرة والفعالية لمواكبة ما تتطلبه المرحلة على مختلف المستويات، وفى هذا الإطار تم إنشاء وزارة باسم وزارة التقنية والاتصالات، إلى جانب وزاره النقل.
كما تم إنشاء وزارة باسم شئون الفنون، وكذلك جهاز للضرائب يتبع مجلس الوزراء ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالى والإدارى، كما تم استحداث منصب وزير الدولة ومحافظ مسندم.
لقد أبدى السلطان قابوس بن سعيد ارتياحه لما تبذله الحكومة وسائر مؤسسات الدولة من جهود فى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة فى معدلات نمو إيجابية حافظت على مستوى الخدمات الاجتماعية الأساسية للمواطنين فى كافة أرجاء البلاد مع تنويع مصادر الدخل وزيادة تعاون القطاع الخاص مع الحكومة فى كافه قطاعات العمل الوطنى.
فى توقيتات سابقة أصدر مجموعة مراسيم منذ بداية هذا العام تتسم بأهمية بالغة خاصة على صعيد تعديل العديد من القوانين للتهيئة لإعطاء دفعة كبيرة لجهود تنويع مصادر الدخل وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وترسيخ التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص وإنشاء الهيئة العامة للتخصيص وإنشاء المركز الوطنى للتشغيل واصدار نظامه، والذى يمثل نقلة نوعية هامة على صعيد العمل لتوفير فرص العمل خاصة للشباب، وهو يتبع مجلس الوزراء ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالى والإدارى.
من أبرز ما يميز العام التاسع والاربعين أنه شهد انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة التى تمتد لأربع سنوات وتنتهى فى عام 2023 حيث جرت يوم 27 أكتوبر فى كل ولايات السلطنة لانتخاب 86 عضوًا، منهم امرأتان.
أظهرت الانتخابات وعيًا واستعدادًا أكبر من جانب الناخبين حيث بلغت نسبة المشاركة 49%، وهو ما أدى إلى زيادة مدة التصويت ساعتين فى كل المراكز فى ولايات السلطنة حتى يتم استيعاب الناخبين الذين توافدوا.
من جانب آخر تميزت بأنها تمت الكترونيا فى كل مراحلها حتى فرز الأصوات فقد تم استخدام جهاز التصويت صوتك للمرة الأولى فى كل مراكز الانتخابات وهو جهاز عمانى التصميم والتصنيع.
كما تم استخدام نظام التصويت عن بعد عبر أجهزة الهاتف الذكى لإتاحة الفرصة للعمانيين خارج السلطنة لاختيار ممثلى ولاياتهم أينما كانوا فى أى دولة فى العالم، ومن ثم أتيحت الفرصة للناخب للإدلاء بصوته سواء كان داخل السلطنة أو خارجها.
ثم تم عقد جلسة استثنائية لمجلس الشورى بأعضائه الفائزين لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه تمهيدًا لبدء أنشطة المجلس.
فى خطوة مهمة أخرى أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مرسومًا سلطانيًا بتعيين أعضاء مجلس الدولة للفترة الجديدة.
ويتمتع مجلس عمان بصلاحيات تشريعية ورقابية تضمنها النظام الأساسى للدولة الصادر فى نوفمبر 1996، وهى اختصاصات وصلاحيات تمكن مجلسى الشورى، والدولة من القيام بمهامهما فى إطار التكامل المؤسسى للدولة العصرية وبما يحقق مشاركة فاعلة من المواطنين عبر المجلسين فى عملية صنع القرار وتوجيه التنمية الوطنية لتحقيق حياه أفضل للمواطن العمانى.