أشارت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية إلى تصاعد أزمة تركيا مع الأكراد، قائلة: إن النزاع الدائر بين الحكومة التركية والمتمردين الأكراد وصل إلى أعلى وأعنف مستوياته التي لم تشهدها منذ أكثر من عقد، خاصة بعد إرسال تركيا آلاف الجنود لمواقع التمرد، مما أدى إلى تلاشى كل الآمال في الوصول إلى تسوية. وقالت هيئة الأركان العامة في وقت متأخر يوم الخميس إنه تم نشر سبع كتائب مكونة من 5 آلاف جندي لمدينة "سيمدينلي"، جنوب شرق المنطقة التي أعلنت السلطات التركية قبل شهر أنها نشرت قوتها العسكرية فوقها بنجاح. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام التركية، أضافت الهيئة أن حزب العمال الكردستاني المحظور، أو حزب العمال الكردستاني، الذي اعتبر بمثابة منظمة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا، نفذ هجوما نادرا على مركز لقوات الدرك في المنطقة يوم الجمعة. وفي مقابلة مع الصحيفة، قال سياسيون ومحللون إن تكثيف القتال أنهى كل الآمال الممكنة لحل الصراع فيها بعد مقتل أكثر من 30 ألف شخص قتلوا منذ أكثر من 20 عاما. وقال "هاكان التيناي"، رئيس مؤسسة المجتمع المفتوح بتركيا: "يبدو أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا ولن يحل إلا بمعجزة، حيث تم بالفعل تضييق أرضية المشتركة للوصول لحلول من جانب الطرفين وربما أفضل ما يمكن أن نأمله الآن هو عدم تدهور الأمور أكثر من ذلك". ووجه اللوم إلى الحزب الحاكم في تركيا لتصاعد العنف على القوى الأجنبية المعادية، وندد نشطاء الأكراد بالاعتقالات الجماعية التي أسفرت عن وضع 8 آلاف شخص وراء القضبان. وقال "صلاح الدين دميرتاز"، رئيس حزب كردي في البرلمان التركي، إن التحقيق القضائي الذي أدى إلى عمليات الاعتقال تم تدعيمه من قبل حزب العمال الكردستاني. وسعي رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" لسنوات إلى فتح "الملف الكردي" الذي ينطوي نجاحه على المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني والمزيد من حقوق للأكراد، ولكن بعد انهيار المحادثات وتصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني الدموية، أعلن رئيس الوزراء الآن أن القضية الكردية ما هي إلا معركة مع الإرهاب.