يبدو أن البورصة في طريقها لامتصاص صدمة التوتر السياسي والإيقاف الطويل منذ نهاية يناير الماضي، فعقب استئناف التداول صباح اليوم هوى المؤشر بمعدل 10 % ، لكنه سرعان ما استعاد توازنه وقلص خسائرها، بعد إيقاف قصير للتداول مدته نصف ساعة. وتوقع محللون أن يبلغ معدل الهبوط فور استئناف التداول ما بين 15 % و 25%، لكن الخسائر جاءت أقل بكثير من تلك التوقعات، كما أن عدة أسهم رئيسية نجحت في عكس خسائرها إلى مكاسب قوية. وقفز سهم أسمنت سيناء 9 % ليصل الى 49.64 جنيه عقب توصية بنك الاستثمار سي.اي كابيتال بشراء السهم، كما عوض سهم أوراسكوم تليكوم خسائره الحادة وقفز 7 % إلى 3.90 جنيه. وفي الإجمالي قلص المؤشر خسائره حتى منتصف الجلسة إلى نحو 8 %. وقال مصدر مسئول بالبورصة لوكالة "رويترز" إنه لا نية لوقف آخر للتداول. وأضاف، طلبا عدم الكشف عن اسمه: "الاتجاه الحالى أن نثبت الاسعار حتى نهاية الجلسة." واتخذت هيئة الرقابة المالية العديد من الاجراءات الاستثنائية الشهر الماضي لدعم البورصة عند عودتها للعمل. وتشمل تلك الاجراءات تقليل زمن التداول الى ثلاث ساعات وايقاف الية الشراء والبيع في نفس الجلسة وايقاف الجلسة الاستكشافية وتخفيض الحدود السعرية على الاسهم المقيدة بالبورصة. كما قررت الهيئة في وقت مبكر من صباح اليوم عودة العمل بآلية الشراء بالهامش. وقالت الهيئة على موقعها الالكتروني إنه من ضمن الاجراءات التي تم اتخاذها بمناسبة اعادة فتح التداول "التزام العملاء الراغبين في الشراء الاوراق المالية بالهامش بأداء نسبة 75 % من ثمن الاوراق المالية المشتراة لحسابها." وعدل رئيس مجلس الوزراء مادة الشراء بالهامش في قانون سوق رأس المال ليتعين على شركة السمسرة إبلاغ العميل المدين لها بتخفيض نسبة دينه عندما يبلغ 70 % من قيمة أسهمه على أن تقوم الشركة ببيع اسهم العميل عندما تزيد المديونية إلى 80 %. وبعد توقف دام 38 جلسة انقسم سوق المال بين مؤيدين لفتح السوق وأغلبهم من رؤساء شركات السمسرة والعاملون بها، ومعارضين للفتح وهم المستثمرون الذين يعانون من أزمة ائتمان مع شركات السمسرة ويخشون ضياع أموالهم. وفي اخر جلستين للبورصة في 26 و27 يناير هبط المؤشر الرئيسي للبورصة نحو 16 بالمئة وبلغت خسائر البورصة حوالي 70 مليار جنيه. ودفعت المخاوف من تهاوي البورصة عددا من الشخصيات العامة بمصر للظهور باعلان تليفزيوني على العديد من القنوات لمناشدة المصريين لدعم البورصة. ومن أبرز الشخصيات التي ظهرت رئيس الوزراء عصام شرف ووزير المالية سمير رضوان ورجل الاعمال نجيب ساويرس والمطرب محمد منير.