اهتمت صحيفة "تليجراف" البريطانية بالهجوم الذي شنه مسلحون على القنصلية الأمريكية بليبيا، مؤكدة أن مقتل السفير الأمريكي "كرس ستيفينز" وثلاثة دبلوماسيين أمريكين آخرين لم يأت وليد أعمال العنف التي اندلعت جراء الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول أمام السفارة الأمريكية ببنغازي بل إحياءً لذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 الذي شنه مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة. وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" التي انزعجت كثيرًا بمقتل أول سفير أمريكي خارج الأراضي الأمريكية منذ أكثر من 30 عامًا تجري تحقيقات جادة عما إذا كان الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا ضربة إرهابية مزمعة لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 أم مجرد غضب شعبي ضد الفيديو المسيء للإسلام والمهين للرسول، مما دعا الإدارة الأمريكية إلى إرسال المزيد من "المارينز" الأمريكي إلى الأراضي الليبية أمس الأربعاء للتحقيق في الأمر وإحضار الجناة إلى العدالة وتامين السفارة الامريكية في "طرابلس" وإجلاء الدبلوماسيين وغيرهم من الأمريكيين خارج البلاد. وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من أن الاقتراحات الأولية تشير إلى أنه تم حرق المبنى أثناء الاحتجاجات أمام القنصلية، أفاد شهود عيان أنه بعد ذلك وصلت مجموعة كبيرة تصل عددها إلى 200 جندي مسلحين ببنادق وقذائف صاروخية إلى محيط القنصلية وبدأت بإطلاق النار على أمن القنصلية وهو ما أسفر عن مقتل السفير،52 عامًا، وثلاثة دبلوماسيين آخرين. ومن جانبه، قال "مايك روجرز" رئيس لجنة الإستخبارات بالبيت الأبيض "إن الهجوم على القنصلية ببنغازي كان منسقا ومخططا له، حيث تم تنفيذ العملية بشكل جيد وخبرة مسبقة في العمليات العسكرية." ونقلت الصحيفة عن محللين وجهاديين سابقين أن الهجوم كان مخططا له وذا صلة بالمكالمة التي قد أجراها "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة في وقت سابق في يونيو الماضي حين تحدث عن فكرة الإنتقام لمقتل نائبه الليبي إثر غارة جوية أمريكية بدون طيار، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يجري تحقيقات حاسمة حول صحة تلك المقترحات وأخذها بعين الاعتبار. وفي السياق ذاته، أكد "أوباما" على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدين بأشد العبارات على هذا الهجوم المروع والدموي قائلًا "لا مجال للخطأ في هذا الأمر وسيتم تطبيق العدالة بحزافيرها وسنعمل مع الحكومة الليبية لمحاكمة هؤلاء القتلة". وأشاد الرئيس الليبي المؤقت "محمد الميجرفي" بالجهود الدبلوماسية التي بذلها السفير الأمريكي في ليبيا طيلة العام الماضي من أجل تحريرها من قبضة الديكتاتور السابق "معمر القذافي" متقدمًا باعتذار إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومدينًا الهجمات التي قام بها جبناء لا يمثلون الشعب الليبي.