تصاعدت الضغوط الأمريكية على النظام التركي، بعد الانتهاكات التي ارتكبتها أنقرة ضد الأكراد في سوريا، إضافة إلى علاقاتها مع تنظيم داعش الإرهابي. وطالب أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالرد بقوة على الانتهاكات التركية لاتفاق الهدنة في شمال سوريا. واستشهد أعضاء مجلس الشيوخ بتقارير تفيد بأن القوات التركية تعمل خارج «منطقة آمنة» متفق عليها في شمال شرق سوريا، وبأن قوات تركية أو مدعومة من تركيا تهاجم الأكراد السوريين بالقرب من تل تمر. وقالوا في الرسالة: «في عدة مناسبات هدد الرئيس ترامب بتدمير اقتصاد تركيا في حالة انتهاك تركيا لالتزاماتها». وأضاف أعضاء مجلس الشيوخ بقولهم: «تماشيا مع هذا الموقف، نطلب من الإدارة اتخاذ تدابير سريعة لفرض تطبيق اتفاق 17 أكتوبر بعقوبات اقتصادية قاسية»، وشددوا على أنهم سيواصلون السعي لإقرار مشروع قانون للعقوبات في الكونجرس». وكشفت صحيفة «ذا ناشيونال» الأمريكية عن أن شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابي سابقا، أبو بكر البغدادي، سافر عدة مرات إلى مدينة إسطنبول التركية، عن طريق الشمال السوري، قبل أن يلقى مصرعه، في أكتوبر، إثر عملية عسكرية أمريكية. ونقلت الصحيفة عن مصدرين في المخابرات العراقية، أن شقيق البغدادي كان واحدا من المبعوثين الموثوق بهم لدى قيادة داعش، لأنه كان يوصل ويحتفظ بمعلومات حول عمليات التنظيم الإرهابي في كل من سورياوالعراقوتركيا. وأوضحت معطيات «ذا ناشيونال»، أن شقيق البغدادي قطع الرحلة بين الشمال السوري وإسطنبول، عدة مرات، أي أنه دأب على السفر لما يقارب 2300 كيلومتر دون أن يجري توقيفه، على أراضي دولة عضو ضمن حلف شمالي الأطلسي «الناتو». وقال مسئول كبير في المخابرات العراقية، إن شقيق البغدادي كان يسافر إلى تركيا ثم يعود منها، وهذا الشقيق يسمى جمعة، ويرجح أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن لا توجد أي صورة له. ورصدت الشرطة العراقية، شقيق البغدادي أول مرة، في أواخر 2018، أي قبل أن يصل إلى إسطنبول؛ كبرى المدن التركية. وتعاونت مصالح الأمن في العراق مع نظيرتها الأمريكية، لأجل مراقبة جمعة داخل الأراضي التركية، لكن متحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية والتحالف الدولي لمكافحة داعش رفضا التعليق على هذه المعلومات لأنها ذات طبيعة استخباراتية. وأعلنت تركيا عن اعتقال شقيقة البغدادي، رسمية عواد، البالغة 65 عاما، في مسعى إلى تبديد الشكوك، وحتى تظهر أنقرة بمثابة طرف متعاون في الحرب ضد الإرهاب. وواجهت تركيا انتقادات كبيرة بعد عملية البغدادي، وقال بريت ماكغورك، وهو مبعوث الولاياتالمتحدة سابقا إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، إن الجيش الأمريكي أطلق عمليته العسكرية ضد البغدادي من الأراضي العراقية، فيما كان بوسعه أن يفعل ذلك من منشآت تركية قريبة، وهذا الأمر يظهر على الأرجح، عدم الثقة في أنقرة.