تحت عنوان "لماذا سيفوز اوباما"؟ نشرت مجلة "نيوزويك" الامريكية مقالا للكاتب "نيل فيرجسون"، قال فيه إن الانتخابات الرئاسية المقبلة بالولاياتالمتحدة لن يحسمها عنصر الاقتصاد كما يرى البعض، بل سيحسمها عامل الشخصية والكاريزما. وأشار الكاتب إلى أن المرشح الجمهورى "ميت رومنى" يراهن على الملف الاقتصادى مستغلا الظروف الاقتصادية القاسية التى عاشتها الولاياتالمتحدة بل العالم كله خلال السنوات الاخيرة، فى حملته ضد المرشح الديمقراطى الرئيس "باراك اوباما". وأضاف الكاتب انه بالرغم من أن المؤشرات الاقتصادية لا تزال غير مشجعة، ونسبة النمو لا تزيد عن2% ، بينما تتجاوز البطالة 8% وغيرها من مؤشرات، مثل ثقة المستهلكين والفقر، الا انه وفقا لاستطلاعات الرأى التى نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، فإن الرئيس "اوباما" سيفوز ب 51 ٪ من الأصوات الشعبية و311 صوتا من أصوات الهيئة الانتخابية، بما في ذلك الولايات المتأرجحة مثل كولورادو وفلوريدا وآيوا ونيوهامبشاير ونيفادا وأوهايو، وفرجينيا، وويسكونسن، كما ان لديه 3 فرص من كل 4 فرص لإعادة انتخابه. واضاف الكاتب ان هناك فريقًا كبيرًا يؤيد "رومنى" بقوة، ورغم عدم رضا الكثيرين عن اداء ادارة "اوباما" الاقتصادى، وتدهور الاوضاع عما كانت عليه قبل اربع سنوات الا ان شخصية "اوباما" ما زالت تفرض نفسها بقوة مقارنة بخصمه "رومنى"، واشار الى ان استطلاعات الرأى التى تجرى قد لا تعبر بدقة عن المزاج الانتخابى، فعلى سبيل المثال، عندما يتم سؤال الناخبين عن ترتيب القضايا ذات الاولوية فيما يخص تكوين الرأى الانتخابى، نجد ان الاقتصاد يأتى على رأس تلك القضايا، ومع ذلك عندما تسأل نفس الناخب لمن ستدلى بصوتك ، يقول " اوباما ". وامام هذا الوضع يقول الكاتب ان هناك اربعة تفسيرات، اولها انه هو ( اى الكاتب ) لا يقول الحقيقة وبالفعل الاقتصاد هو العنصر المرجح والحاكم فى الانتخابات القادمة، والتفسير الثانى "ان الناس (اى الناخبين) لا يقولون الحقيقة لاستطلاعات الرأى، كما ان البعض يبنى قراره على اسس واعتبارات شخصية مختلفة والدليل ان الشباب من اصل افريقى الذين تضرروا من الاوضاع الاقتصادية خلال السنوات الاربع الماضية، لن يصوتوا ل "ميت رومنى" على الاطلاق رغم ظروفهم الاقتصادية. والتفسير الثالث ان الناس يصوتون بأثر رجعى اكثر منه مستقبلى اى انهم يسألون انفسهم " هل أنت أفضل حالا اليوم مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟" وهو السؤال الذى سأله الرئيس الاسبق "رونالد ريجان" للناخبين اثناء اعادة انتخابه فى الثمانينيات من القرن الماضى وهو ما بدأ الجمهوريون فى طرحه على الناخبين مؤخرا. ولكن المفترض ان يسأل الناخبون انفسهم السؤال الاهم والطبيعى وهو " هل سيكونون افض حالا فى غضون 4 سنوات من الان ؟". والتفسير الرابع: "هو ان الاقتصاد ليس القضية رقم 1، رغم ما يقول الناس، وهو تقريبا التفسير الادق. صحيح، انه عندما سئل الناخبون لترتيب القضايا، طرح معظمهم الاقتصاد في أعلى القائمة، وحتى الآن عندما طلب منهم أن يختاروا بين "باراك أوباما" و"ميت رومني"، لم تكن خياراتهم تعتمد على العامل الاقتصادي. وختم الكاتب بأن كثيرا من الناس يتفقون مع الرأي القائل بأن "رومني" ليس الشخص المحبوب، ولا يمكن تخيله رئيسا للولايات المتحدة، ثم ان هناك امرا اخر مرتبط بالدين، حيث ان "ميت رومني" ينتمى لطائفة "المورمون" الغريبة بعض الشيء، في حين ينتمى "أوباما" للانجليكانية. ودعونا لا ننسى الإجهاض وموقف "رومنى" الرافض للإجهاض، فقد لعبت هذه البطاقة دورا مهما فى حملة "أوباما" خلال الصيف، بالاضافة الى عوامل اخرى يمكن ان تحسم الموقف ل "اوباما" مثل محاولة "رومنى" اللعب على وتر العنصرية والتفرقة بين الامريكيين من اصل لاتينى والامريكيين البيض والسود. واكد الكاتب انه من الغباء من يظن ان الاقتصاد سيكون العنصر الحاسم فى انتخابات نوفمبر .