أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الموافق يوم الثاني عشر من ربيع الأول والذي شهدت فيه البشرية جمعاء مولد خير البرية وخاتم المرسلين سيدنا محمد"صلى الله عليه وسلم"، حاملًا معه الدعوة للدين الإسلامي؛ لنشر قيم الرحمة والتسامح بين العالم أجمع، والتي مازالت قائمة إلى أن تقوم الساعة. وفي هذا الصدد، رصدت بوابة"الوفد" آراء عدد من الآزهريين حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وطريقته الصحيحة. قال الدكتور فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الاوقاف السابق، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة عن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" حيث كان يحتفل به بالصيام، مشيرًا إلى أن الاحتفال واجب مادامت الحياة. وأضاف عبدالعظيم، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الاحتفال بالمولد النبوي يجب أن يكون من خلال القراءة والتدبر في الكتاب المسطور وهو القرآن الكريم للوقوف على الاحكام الشرعية للفهم والتأمل، وقراءة الكون المنظور لاستخدام العقل وملء الدنيا بالنور والعلم، مشيرًا إلى أن أصحاب الرسول "عليه الصلاة والسلام، كانوا يجمعون بين الثقافة الدنيوية والدينية. ولفت وكيل وزارة الاوقاف السابق، إلى أنه يجب على المسلم الاقتداء بسنة الرسول والتحلي بمكارم الاخلاق ونشر الرحمة والايمان والحب والتسامح بين أفراد المجتمع. وراى الدكتور شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الاوقاف الاسبق، أن مولد النبي محمد"صلى الله عليه وسلم" كان نورًا وسلمًا وسلامًا على البشرية أجمعين، حيث أن الاحتفال به حق للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله والتحلى بأخلاقه. واوضح عبداللطيف، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الاحتفال بمول النبي "عليه الصلاة والسلام" هي الاقتضاء به مستشهدًا بقوله "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، مؤكدًا أنه لابد من السير على خطى الرسول من خلال العفو عن الناس، والصبر على أذى الغير، وصلة الرحم، وعدم أذية الغير، وتربية الابناء على الفضائل والاخلاق الحميدة. وأكد وكيل أول وزارة الاوقاف الاسبق، أن الاحتفال أيضًا يأتي من خلال إتقان العمل والمحافظة على أمن الوطن، وفعل الخيرات، وخشية الله في السر والعلن، مشيرًا إلى أنه لا مانع إطلاقًا من صوم هذا اليوم، فكان الرسول "عليه السلام" يصومه احتفالًا بمولده. وذكر الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو مجمع البحوث الاسلامية، إن الاحتفال بمولد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" يكون بإتباع منهجه والالتزام بسنته والابتعاد عن كل ما نهانا عنه الرسول الكريم ولا بأس من إظهار حبنا له. وتابع النجار، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، انه لا بأس من الاحتفال بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بإحياء ليالي شهر ربيع الاول عن طريق مجالس العطرة وتعليم أبنائنا أخلاق النبي والمواقف البارزة في حياته. واختتم عضو مجمع البحوث الاسلامية، أن لا بأس من تناول بعض الحلوى الخاصة بذكرى ميلاد خير البرية محمد "صلى الله عليه وسلم"، مشيرًا إلى أن الصيام جائز في جميع الأيام ماعدا أيام العيدين والتشريق الثلاث، ولكن لا يجوز تخصيص يوم ميلاد النبي؛ لأن هذا لم يرد عنه ولا أصحابه ولا عن أتباع الصحابة وإنما ما ذكره النبي عندما سئل عن صيام يوم الاثنين من كل أسبوع قال "ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه" فكان النبي يصوم شكرا لله عز وجل طوال العام ولم يخصص يوم الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام.