قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن المواطنين المصريين شرعوا في مواجهة ظاهرة التحرش الجنسي التي انتشرت مؤخرًا بشكل كبير وأصبحت تؤرق المجتمع، بأيديهم وأطلق نشطاء حقوقيون حملات لمكافحة هذه الظاهرة، وتثقيف الفتيات بضرورة مواجهة المتحرشين. وأضافت أن انتشار السلبية بشكل كبير بين الفتيات شجعت المتحرشين على فعل جريمتهم بدون خوف من المساءلة، فالتحرش أصبح مشكلة متزايدة في المجتمع وتتراوح بين الألفاظ النابية إلى مد اليد، الأمر الذي دفع العديد من الناس لمحاولة فعل شيء حيال هذه المسألة، التي طالما كانت من المحرمات في هذا المجتمع المسلم. وتابعت: إن خوف الكثير من الفتيات من الحديث عن التحرش الذي يحدث لهن أو التقدم ببلاغات ضد المتحرشين خوفًا على مستقبلهن يدفع المعتدي لمواصلة جرائمه، والمشكلة تزداد سوءًا. ونقلت الصحيفة عن عماد أحد نشطاء الحملة قوله: "لدي مشكلة حقيقية مع الفتيات أنهن لا يتكلمن.. إنها ليست شيئًا يجب أن تخجل منه.. يجب أن تكن غاضبات". وأوضحت الصحيفة أنه منذ ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وكثير من المصريين اشتكوا من أن يومًا بعد يوم الأمن يفقدونه، نتيجة لانخفاض وجود الشرطة في الشوارع، والآن بدأ المواطنون يأخذون المسألة بأيديهم، وانطلقت في الأسابيع الأخيرة حملات من دعاة حقوق المرأة بخطوة لمكافحة المشكلة التي تتزايد يومًا بعد يوم. وانتشر المتطوعون على الأرصفة وأمام المراكز التجارية الكبيرة في مدينة نصر، ليتكلموا مع المارة عن التحرش، وسالت إحدى المتطوعات إحدى الشابات: "ماذا تفعلين إذا كان شخص ما يضايقك؟" فأجابت أبقى هادئة.. وأهرب منه"، وأضافت: "أما عن قيام الصبية الصغار الذين يمدون أيديهم"،.. لا أكون هادئة".
