تعرف على موعد أول اجتماع للحكومة الجديدة 2024    نائب التنسيقية أكمل نجاتى يطالب الحكومة الجديدة بإعداد قانون جديد للتعاونيات    فتح الله فوزي: القطاع العقاري صمد أمام المشكلات الاقتصادية.. والأزمات صنعت شركات قوية    الصحف العالمية: كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة.. حكم العليا الأمريكية انتصار قوي لترامب ويؤجل محاكمته بعد الانتخابات.. ستارمر قبل هدايا وتذاكر مجانية لحفلات ومباريات بنحو 76 ألف إسترلينى    نجم بايرن السابق: رونالدو لا يفكر إلا في نفسه    فاجعة حارة درويش.. عائلات كاملة دفنت أسفل أنقاض عقار أسيوط    760 فعالية وأكثر من 800 ألف مشاهد بموسم الأوبرا 2023/2024    بالصور| أحمد فهمي ولبلبة وأوس أوس بالعرض الخاص ل"عصابة الماكس" في الرياض    ثبات معدل البطالة في إيطاليا خلال مايو الماضي عند أقل مستوى منذ نحو 15 عاما    الحركة الوطنية: خفض الأسعار وتشجيع الاستثمار أبرز تحديات الحكومة الجديدة    وزيرة الهجرة تمدّ التسجيل لحضور النسخة الخامسة من «المصريين بالخارج» حتى 9 يوليو    فنان فلسطيني: نثمن دور «المتحدة» في دعم غزة.. ومصر السند الحقيقي    فاينانشيال تايمز: ماكرون المنعزل يُكافح لمعرفة ما يخبئه له المستقبل    رئيس وزراء المجر يزور كييف لأول مرة منذ بداية الحرب    النائب أحمد عبد الجواد: الملف الاقتصادى أبرز التحديات أمام الحكومة الجديدة    محافظ الدقهلية يعتمد تنسيق القبول بالثانوي العام منتظم بمجموع 249 درجة    ضبط سيدة بالإسماعيلية لإدارتها كيان تعليمى بدون ترخيص    المحافظ يحذر.. إغلاق 13 محلًا خالفت المواعيد الجديدة في الإسكندرية - صور    رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية بين الصندوق السيادى وشركة الأهلى سيرا    «تشع طاقة إيجابية».. 4 أبراج فلكية حياتهم كلها تفاؤل (هل أنت منهم؟)    اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تعقد ورشة عمل حول "حماية التراث".. تفاصيل    أحمد داود: قصة "الهوى سلطان" لم نشاهدها في السينما منذ فترة    تحرير 137 مخالفة عدم الالتزم بقرار غلق المحلات خلال 24 ساعة    وزير الصحة يبحث مع ممثلي شركة «فايزر» سبل التعاون للتصدي وعلاج مرض الهيموفيليا    آلام الولادة تفاجئ طالبة ثانوية عامة داخل لجنة الامتحان بالفيوم    العريش للموسيقى العربية تحيي حفل ذكرى 30 يونيو بشمال سيناء    ماذا يحدث للجسم في حال تناول المخبوزات على الإفطار؟.. طبيبة تجيب (فيديو)    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 5 ملايين جنيه    بالفيديو.. رئيس جامعة سوهاج: حكم الإخوان نفق مظلم و30 يونيو ثورة الشعب بكل فئاته    موعد صيام عاشوراء 2024 وفضله وحكمه في الإسلام    تنسيق الجامعات.. تعرف على كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان    أليسون: فينيسيوس يستحق الفوز بالكرة الذهبية    استمرار الارتفاع.. الأرصاد تكشف حالة الطقس وبيان درجات الحرارة المتوقعة    رياضة المنيا: قافلة طبية مجانية للأسر الأكثر احتياجا في قرية الجندية    مصدر مطلع: الحكومة الجديدة تؤدي اليمين أمام الرئيس السيسي غدا    تقرير فلسطينى يرصد انتهاكات الاحتلال بالضفة خلال النصف الأول من 2024    هآرتس: الجيش الإسرائيلي ينوي إنهاء القتال في غزة دون التوصل لصفقة تبادل    ب الفيديو.. هنا الزاهد تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد "الزواج سم قاتل"    «ربنا فوق الكل».. رد جديد من شقيق شيرين عبد الوهاب بشأن اتهامه ببيع «صفحات التواصل»    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 17 تقريرًا إلى الحكومة    قطار سياحي فاخر.. أبرز المعلومات عن «حارس النيل» قبل إطلاقه في مصر    الكومي: بيريرا مستمر حتى نهاية تعاقده.. وأخطاء التحكيم أثرت على نتائج 8 مباريات فقط    موقف سيف الجزيري من اللحاق بلقاء الزمالك وفاركو    جهاد جريشة: ياسر عبد الرؤوف وسمير محمود عثمان الأنسب لقيادة لجنة الحكام    بمناسبة ذكرى 30 يونيو.. جهود الأكاديمية الوطنية للتدريب فى NTA Podcast قريبا    بعد الإفراج عنه.. مدير مجمع الشفاء بغزة: الاحتلال عذبنا بالكلاب البوليسية    المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية الجديد في سطور    الأهلي يبدأ استعداداته لمواجهة الداخلية في الدوري    وزير الصحة يستقبل ممثلي شركة فايزر لمناقشة تعزيز التعاون المشترك    الإفتاء: تعمد ترك صلاة الفجر وتأخيرها عن وقتها من الكبائر    مأمورية خاصة لنقل المتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة    14 وفاة و6 ناجين.. ننشر أسماء ضحايا عقار أسيوط المنهار    الحوثيون يعلنون تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية استهدفت سفنا أمريكية وبريطانية وإسرائيلية    أمين الفتوى: وثيقة التأمين على الحياة ليست حراما وتتوافق مع الشرع    بث مباشر، مشاهدة مباراة أمريكا وأوروجواي لحسم التأهل لربع نهائي كوبا أمريكا 2024    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    تصعيد مفاجئ من نادي الزمالك ضد ثروت سويلم    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ : مصر والسعودية صمام أمان الأمة العربية والإسلامية
نشر في الوفد يوم 30 - 10 - 2019


نقدر جهود «السيسى» لمحاربة التطرف والإرهاب
الإسلام دين وسطى قائم على السماحة والعدل والسلام
خطبة الجمعة أداة فاعلة لنشر ثقافة التلاحم الوطنى والتسامح
لن نسمح لمثيرى الفتن باعتلاء المنابر
«رؤية 2030» أول خطة وطنية لمواكبة مرحلة ما بعد النفط
بلاد الحرمين أنشأت مراكز ومنصات فكرية من أجل الدعوة للتعايش السلمى
أكد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية أن مصر والمملكة صمام أمان الأمة العربية والإسلامية وبينهما ارتباط وثيق الجذور؛ وأشار إلى جهود السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان فى نصرة قضايا الأمة وتعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكرى ومكافحة الغلو والتطرف سواء من خلال تجفيف منابع تمويل الإرهاب أو من خلال تحصين المنابر وأنشطة الدعوة الإسلامية ونشر العلم المؤصل.
وأضاف «آل الشيخ» خلال حواره ل«الوفد» أن رؤية المملكة 2030 جاءت لتواكب مرحلة جديدة من صياغة مقدرات الدولة لمرحلة ما بعد النفط؛ مؤكدا أن هذه الخطة الوطنية يشترك فى تنفيذها كافة القطاعات العاملة بالمملكة لأول مرة.
وأشاد وزير الشئون الإسلامية بالسعودية بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسى وعلماء مصر للعمل الدؤوب لنشر قيم الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف فى العالم بأسلوب شرعى ينم عن الوصول إلى المعرفة الحقيقية لخطر التطرف والغلو على الفرد والجماعة والوطن.
«الوفد» التقت وزير الشئون الإسلامية السعودى فى هذا الحوار:
بداية ماذا عن جهود وزارة الشؤون الإسلامية فى نقل رسالة المملكة الوسطية إلى العالم والتعريف بمنهجها القائم على التعاليم الإسلامية السمحة؟ وكيف تقيم جهود مصر فى نبذ التطرف والإرهاب؟
من منطلق المسئولية وتنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدى ولى عهده حفظهما الله فقد عملت مع زملائى فى الوزارة على محاربة الانحراف الفكرى وبيان مخاطر الغلو وبيان مجافاته لمقاصد الشريعة ونصوص الكتاب والسنة وعملنا على ترسيخ منهج السلف الصالح وهو وسطية الإسلام، وأن هذا الدين العظيم صالح لكل زمان ومكان، وأنه دين رحمة للعالمين جميعًا لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). ومن هنا جندنا أنفسنا لخدمة الدين الوسطى المتصف بالرحمة والاعتدال. فأقمنا عدة ندوات ومؤتمرات وشاركنا فى المحافل الدولية وتبادلنا الزيارات مع المسئولين والعلماء والدعاة والخطباء فى الخارج؛ وأرسلنا أئمة ليؤموا المصلين فى كثير من أنحاء العالم. وبهذا الصدد نقول إن الحرب على الغلاة وأصحاب الفكر الضال والجماعات المنحرفة والأخذ بالوسطية فى جميع أقوالنا وأعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا واجب ومنهج يجب أن ننشره بين الجميع، وأن يساهم الكل فى ترسيخه. فالمملكة العربية السعودية استهدفت من قبل الإرهابيين والمتطرفين والغلاة وارتكبوا جرائم كبيرة فى المملكة ولم يتورعوا عن تفجير المساجد ومحاولة تفجير مسجد رسول الله قبل العام المنصرم؛ وقاموا بترويع الآمنين وحاولوا العبث بأمن البلاد واستقرارها فى محاولة لشق الصف، ولا شك أن هذا يتنافى مع الإسلام جملة وتفصيلا، ويعتبر خروجا عليه؛ ولا يفوتنى التذكير بجهود مصر جنبا إلى جنب مع السعودية فى محاربة التطرف والإرهاب؛ فمصر والمملكة صمام أمان الأمة العربية والإسلامية ونقدر الجهود الجبارة التى تقوم بها حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلماء مصر من العمل الدؤوب لنشر منهج الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف فى العالم بأسلوب شرعى ينم عن الوصول إلى المعرفة الحقيقية لخطر التطرف والغلو على الفرد والجماعة والوطن.
يواجه العالم الإسلامى موجات من التعصب والتشدد بدءًا بالقاعدة ومرورًا بداعش والتنظيمات الإرهابية، فما السبب وكيف يمكن مواجهة مثل هذه الحركات وحماية المجتمعات الإسلامية منها؟
هناك عدة أسباب، ويجب أن نعرف فى البداية أنه ليس كل من أراد رضا الله جل وعلا يحصل عليه فكثير ممن أرادوا الطاعة الكاملة جهلوا بوسطية الشريعة التى لا إفراط فيها ولا تفريط، نتيجة لعدم الفهم الصحيح للقرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويؤخذ هذا من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للخوارج وهو وصف عام لكل أهل البدع حيث قال: (يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم) يعنى أنه لا يجاوز كونهم يتلفظون به فإذًا هو لا يدخل القلوب على وجهه الصحيح، ولو دخل القلوب فإنما يدخل على فهمهم الذى أخطأوا فيه وضلوا به، لأن القرآن إذا دخل القلب على حقيقته فإنه يهدى مصداقًا لقوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم). والخوارج يأبون الأخذ بفهم الصحابة للقرآن الكريم بل أخذوا بما يعن للذهن والفهم من غير تأهيل واستيعاب لمعانى القرآن ولا يسألون أهل العلم بما أشكل عليهم وهو ما يقود إلى الضلال والانحراف. ومن الأسباب أيضًا وجود المتشابه فى الكتاب والسنة قال تعالى: (هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين
فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا...) المحكم هو البين الواضح، والمتشابه يشتبه معناه إلا على الراسخين فى العلم فيردون المتشابه إلى المحكم فيتبين المعنى. أما أهل الزيغ فيتبعون المتشابه ليخرج لهم الحجج. وليس لهم حجة فى ذلك، فالأصل أن تأتى القرآن وليس فى قلبك اعتقاد إلا مادل عليه القرآن، أما أن يأتى بشيء فى قلبه ثم يبحث فى المتشابه من القرآن ليجد له حجة فإنه قد يجد الحجة فى القرآن ولكن بحسب فهمه وليس ما أراده الشارع سبحانه وتعالى. وكذلك المتشابه من السنة فهناك أحاديث لا تعرف معناها بمفردها، ولو أخذناها كذلك لوقعنا فى أمر منكر. أما مواجهة ذلك كله يكون برد الناس إلى أهل العلم لأنه من القواعد المقررة أنه لا يجوز أن يخلو زمان من قائم لله بالحجة لأن عكس ذلك يعنى اندثار الدين وهذا ليس فى الإمكان.
وولاة الأمر-حفظهم الله- قاموا بواجبهم فى هذا الصدد والواجب اليوم يقع على عاتق أهل العلم وحملته وطلبته، وأن يقوموا بواجبهم، وأن يقوم خطباء المساجد والأئمة والدعاة بواجبهم وكذلك المعلمون والأساتذة.
ومما يجدر الإشادة به الجهود التى تقوم بها الدولة ممثلة فى الأجهزة الأمنية ضد تلك الفرق الضالة والإرهابية والتضحيات الكبيرة التى قدمها ويقدمها رجال الأمن البواسل فى هذا الميدان. كما لا يفوتنى أيضًا الإشادة ببرامج مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، والمركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال).
هل ترون أن مؤتمر مكة الدولى حول قيم الوسطية والاعتدال سيكون بداية لمشروع إسلامى عالمى يظهر تعاليم الإسلام الحقيقية ومدى التسامح والاعتدال فى تلك التعاليم؟
خادم الحرمين الشريفين أكد فى مؤتمر وثيقة مكة المكرمة أن المملكة العربية السعودية أدانت كل أشكال التطرف والإرهاب وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية. ومما لا شك فيه أن هذا الجهد المبذول من المملكة لنشر قيم الوسطية والاعتدال سيبقى وسيستمر بإذن الله تعالى لأن هذا واجبنا ولأن هذا المنهج هو الحق الذى ارتضاه لنا ديننا الحنيف والمملكة مهبط الوحى حاضنة الحرمين الشريفين ومحط أفئدة المسلمين ويقع على عاتقها بيان ذلك للعالم أجمع.
تقوم وزارة الشئون الإسلامية بجهود كبيرة لمواجهة التطرف والانحراف فهل يمكن تسليط الضوء على هذه الجهود؟
انطلاقًا من مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله: رسالتنا للجميع أنّه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى فى حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك؛ ولن نسمح لمثيرى الفتن ومن يبثون الفكر المتطرف والغلو والتغرير بالناس بالصعود للمنابر أو ممارسة الدعوة بأى شكل من أشكالها، رغم قلة عددهم؛ فقد قمنا بإبعاد من كان منهم على تلك الشاكلة، فالإسلام دين وسطى يرتكز على السماحة والعدل والسلام فى كل جوانب الحياة. والإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية بالوزارة تسعى إلى تعزيز مفهوم مصطلح الأمن الفكرى من خلال: طمأنينة الفرد والمجتمع وإلى أنّ منظومته الفكرية والثقافية والخُلقية ومبادئه وقيمه ليست موضع تهديد من أى فكر أو معتقد منحرف أو متطرف. لذلك أصدرنا قرارًا بإعادة ارتباط الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية بمكتبنا.
ووجهنا بإنشاء وحدات إدارية لإدارة التوعية العلمية والفكرية بجميع فروع الوزارة، وإدراج عضوية هذه الإدارة ضمن لجنة المناشط الدعوية والخطابة ولجنة الإيفاد لاختيار الأشخاص المناسبين لتولى إلقاء البرامج الدعوية أو لتمثيل الوزارة فى المراكز الإسلامية ممن يحملون التوجه السليم والحس الوطنى. كما تم تفعيل أهدافها والتى من أهمها العمل على تعزيز مفهوم الوسطية فى الدين الإسلامى الحنيف الذى تنتهجه الدولة وعلى تجديد الخطاب العلمى والدعوى والفكرى وتطويره بما يُحقق المصالح ويواكب المتغيرات,
ويساهم فى مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة, ومتابعة الساحات الدعوية من أجل رصد الظواهر السلبية والانحرافات العلمية والفكرية ووضع الخطط لتصحيحها, والمساهمة فى دراسة الملاحظات على أعمال الدعاة والخطباء وأئمة المساجد ذات التوجه المخالف.
وللوقاية والحماية من التطرف قمنا بتدشين مركز الاتصال الموحد لتقديم الخدمات التى تقيمها الوزارة لكافة شرائح المجتمع.
ما أبرز المشاريع المستقبلية لوزارة الشؤون الإسلامية خصوصًا فى مجال الأمن الفكرى وما الخطط المتبعة فى ذلك؟
تعمل الوزارة وفروعها على البدء بتنفيذ الخطط لتعزيز الأمن الفكرى عن طريق:
تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تستهدف الدعاة والمكاتب التعاونية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، تصميم وإعداد المقاطع القصيرة والمركّزة بطريقة تحقق أهداف الوزارة فى الأمن الفكرى وتخاطب تطلعات المواطنين وآمالهم، استحداث منصة إلكترونية للحوار والنقاشات الفكرية والرد على الشبهات المطروحة، تكثيف الدورات التدريبية المنظمة للخطباء والأئمة وإنشاء لجنة فكرية لإعداد محتوى هذه الدورات وتحكيمها من قبل مختصين لتناسب تطلعات الوزارة فى هذا المجال، تعزيز آفاق التواصل والشراكات مع مختلف مؤسسات المجتمع التعليمية، فهى المنطلق فى توعية الناس، فتح قناة تواصل تستهدف علاج ضحايا الفكر المتطرف من خلال الحوار والنقاش العلمى الرصين، عقد مؤتمر دولى فى الأمن الفكرى برعاية خادم الحرمين الشريفين، إنشاء أكاديمية للتعليم المفتوح تعنى بمساقات الأمن الفكرى بطريقة متخصصة وشهادات معتمدة.
وإنشاء مركز تدريبى مختص فى الأمن الفكرى ومزود بوسائل التقنية الحديثة مع التأصيل العلمى.
هل يمكن أن تكون خطبة الجمعة أحد العوامل الرئيسية فى نشر ثقافة التلاحم الوطنى والتسامح؟
لا شك أن (خطبة الجمعة) أداة فاعلة فى نقل المفاهيم وخلق ثقافة مفاهيم التلاحم الوطنى، واسمح لى أن هذا المفهوم مستقر فى نفس الإنسان السعودى، وخطباء جوامعنا ولله الحمد ساهموا فى تعزيز ذلك، والوزارة أولت هذه القضية أولوية قصوى من خلال خطبة الجمعة عبر العديد من الموضوعات المعززة لهذا الجانب والتى جرى التعميم بها على خطباء جوامعنا.
أما ما يتعلق بالتسامح وأضيف إليه التعايش فهذه المفاهيم تحرص الوزارة على التأكيد عليها من خلال خطبة الجمعة عبر العديد من الموضوعات، وأستطيع القول إن خطبة الجمعة ليست أحد العوامل الرئيسية بل من أهم العوامل فى نشر ثقافة التلاحم الوطنى والتسامح بكل صوره.
ماذا عن جهود الوزارة فى اختيار الأئمة والخطباء، وهل وجدتم من لديه أفكار تتعارض مع سياسات المملكة ومنهجها الوسطي؟
أعدت الوزارة مشروع نظام جديد يتعلق بالأئمة والمؤذنين والخطباء روعى فيه جميع الملاحظات والمتطلبات.
وتحرص الوزارة على عدم اختيار موظفى المسجد من إمام وخطيب ومؤذن إلا بعد تحقق الشروط واجتياز المقابلة الشخصية والتحقق من وسطية الفكر وعدم جنوحه.
وفى مجال التدريب تعقد دورات وملتقيات متخصصة للأئمة والخطباء بهدف تعزيز الخطاب الوسطى والمعتدل وإكساب الخطباء بعض المهارات التى تساهم فى رفع مستوى التأثير.
هل ترى أن «رؤية2030» استطاعت أن تُعبد طريقًا جديدًا تتواجد فيه المرأة فى مجال الدعوة وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال؟
مما لا شك فيه أن رؤية المملكة 2030 جاءت لتواكب مرحلة جديدة من صياغة المقدرات للدولة لمرحلة ما بعد النفط، وهى أول خطة وطنية على مستوى الدولة منذ قيامها على يد المؤسس الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ويشترك فى تنفيذها كافة القطاعات العاملة فى الدولة ولأول مرة وهى القطاع الحكومى والقطاع الخاص والقطاع غير الربحى.
ويرتبط عمل المرأة مثل الرجل ارتباطًا وثيقًا بفرص التنمية وزيادة رخاء المواطن وتوفير سبل الحياة السعيدة لهم؛ فقد نالت مكانتها العلمية والعملية والاقتصادية وغيرها واحتلت مكانة رائدة فى مختلف قطاعات العمل المختلفة مثل التربية والتعليم والصحة والإعلام والثقافة والاقتصاد وقطاعات المال والاستثمار ومؤسسات تقديم الرعاية الاجتماعية والخدمات المختلفة كما لم تغفل رؤية المملكة 2030 تمكين المرأة فى ظل التغيرات الاجتماعية والنقلات الحضارية المتلاحقة التى يعيشها مجتمعنا من خلال متطلبات سوق العمل المتطور ودعم مجالاته التعليمية الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجى المتسارع؛ ولهذا فإن المرأة فى المملكة ستقوم بدور تنموى ومحورى فى رؤية 2030 حيث وضعتها فى المقدمة؛ وأكدت مشاركتها الكاملة فى سوق العمل وتحدياته المستقبلية لترتفع مشاركتها فى قوة العمل إلى 30% بحلول 2030.
أيضا ساهمت رؤية المملكة 2030 وسرعت فى وتيرة عمل المرأة فى مجالات جديدة، حيث كانت إلى وقت قريب تمثل نسبة قليلة فيها مثل مجالات الدعوة والمساجد؛ حيث أنشأت الوزارة مؤخرًا فى هيكلها التنظيمى (إدارة عامة نسائية) لأول مرة وتعكف على صياغة خطة طموحة لتوظيف المرأة فى مجالات لها علاقة مباشرة بأعمال الوزارة مثل الأنشطة الدعوية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمساجد النسائية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وترسيخ القيم الإسلامية السمحة التى جاء بها ديننا الإسلامى الحنيف.
أخيرا.. نعلم أنكم تشرفون على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فما آخر إنجازاته؟
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعتبر أعظم مطبعة فى التاريخ فى الوقت الحاضر لطباعة القرآن الكريم وبعض العلوم المتعلقة بالقرآن ونشرها للمسلمين فى جميع أنحاء العالم ونشر معانى القرآن أيضا بلغات متعددة للمسلمين من غير الناطقين باللغة العربية؛ والمملكة تقوم على العناية بهذا المجمع الجبار مع استمرار الدعم والمتابعة والتطوير حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله؛ ولا شك أن هذه الجهود الكبيرة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وقد تم بحمد الله توزيع أكثر من 18 مليون نسخة من كتاب الله الكريم على مساجد المملكة وخارجها فى جميع أنحاء العالم؛ وهذه الطبعات لا شك أنها منطوقة وعلى أعلى مستوى من الدقة سواء فى الطباعة للقرآن كاملا غير مغلوط وأيضا فى طريقة إخراجه وجودة الورق التى تعتبر أفضل أنواع الورق فى العالم وتشترى بمبالغ كبيرة جدا لطباعة كتاب الله سبحانه وتعالى؛ فالمملكة لا تدخر جهدا فى عناية هذا المجمع الذى يختص بطباعة القرآن وعلومه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.