ذكرت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة وعضو المجلس القومى للمرأة، أن الروح التى كتبت بها الدستور تعطى مرونة لانتهاك حقوق الإنسان، مستنكرة عدم احتواء الدستور على معايير واضحة لحقوق الإنسان. وانتقدت أبو القمصان، خلال ندوة نظمتها المنظمة المصرية لحقوق لإنسان اليوم الخميس بعنوان "الحقوق والحريات في الدستور"، اقتصار الدستور على ذكر الكرامة والحرية والمعدالة دون وضع معايير وخطة لضمان تحقيق ذلك. وأكدت أبو القمصان أن أغلب المواد الخاصة بالحريات تعيد إنتاج النظام السابق الذى طالما عانينا فيه من انتهاكه للإنسانية، مشيرة إلى وجود بعض المواد بالدستور الجديد جيدة. ووصف حافظ أبو سعدة، رئيس لمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، مواد الحريات بالدستور بأنها ركيكة تحتوى على عبارات غير واضحة ومواد غريبة، منتقدا وضع مادة تضيف حماية على الذات الإلهية ما اعتبرها مادة غريبة على الدساتير الدولية. واستنكر "أبو سعدة" تحديد الشعائر الدينية في ثلاثة أديان فقط، مؤكدا أن الدساتير العالمية لم يرد بها أي تحفظ على ممارسة الشعائر، كما استنكر ربط حقوق المرأة في المادة (36) بمبادئ الشريعة الإسلامية، واعتبار سن الطفولة يتحدد بنهاية التعليم الإلزامى، مما يعنى أن عمالة الأطفال لا تحظر سوى في التعليم الإلزامى فقط. وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الجمعية التأسيسية للدستور تعاملت مع الدستور على أن مصر دولة حديثة العهد بالدستور مشيرا إلى أن مصر من أقدم الدول الواضعة للدستور. واستنكر "شيحة" أن يضع الشرع حريات المواطن في مادة ثم يقيدها في مادة أخرى، منتقدا تقييد المواد بالعبارة التى استخدمها النظام السابق لقهر الإنسان وهى "على القانون تنظيم ذلك". وانتقد شيحة وضع مواد لا محل لها في الدستور كالمادة التى تعرف الأزهر الشريف، معتبرا تلك المادة مجاملة للأزهر، كما انتقد عدم ذكر الوسائل الإعلامية المرئية في الحريات مقتصرا على حرية الصحافة والنشر. وأكدت "إيمان مهران"، الناشطة الحقوقية وأستاذ الفنون، أن الدستور الجديد يصنع عبيدا وليس مواطنين، موضحة أنه في حال وضع هذا الدستور ستذهب المرأة إلى فرنسا لتطالب حقوقها. وحول الانتقادات التى وجهت للتأسيسية، اعترض محمد محى الدين، نائب حزب غد الثورة وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، على ما أسماه بتشويه البعض للتأسيسية، مؤكدا أن الجمعية تعمل على مطالب المصريين جميعا وليس الأعضاء فقط. ودعا "محى الدين" الجميع إلى حضور جلسات الجمعية التأسيسية وتقديم مقترحاتهم، موضحا أن الاختلاف هو الأساس في التأسيسية حتى يتم الوصول لاتفاق على الأصح والأفضل للمصريين.