نعلم جميعا أن الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة الجديد يتحمل عبئاً ضخماً ورثه من نظام فاسد حكم البلاد 30عاما، لكن الأمل الذي لاح في الأفق يدفعنا أن نتطلع لمستقبل أفضل، وبما أن الدكتور "شرف" خبير عالمي في الطرق، تخرج علي يديه آلاف الطلاب واستفادت دولة الإمارات من خبراته فإنني أدعوه أن يبدأ علي الفور في تنفيذ الجسر الذي يربط بين مصر والسعودية والذي سبق طرحه من الجانب السعودي عام 2007. وكان ذلك المشروع قد قوبل بالرفض من الرئيس السابق، في مفاجأة لم يعرف سببها حتي الآن، وكما أعلن في الصحف السعودية وجريدة مصرية قومية أن الملك عبدالله كان سيقوم بوضع حجر أساس الجسر الذي سيربط بين منطقة رأس حميد بمنطقة تبوك ومنتجع شرم الشيخ. وسيمتد الجسر حسب الدراسات المعدة بطول 23 كيلو متراً ويستغرق إنشاؤه ثلاث سنوات وبتمويل سعودي يبلغ 3 مليارات دولار، وللتدليل علي الجدية الكاملة نشر أسماء 4 شركات مقاولات ضخمة عربية تتولي التنفيذ، وقيل إن العزلة بين شمال أفريقيا ودول الخليج ستنتهي للأبد وأن الرحلة علي الجسر ستستغرق 20 دقيقة، وفي ظل العهد البائد تم تسريب أخبار أن الجسر سيشكل خطرا علي الرئيس السابق خشية تعرضه لعمل إرهابي من المارين عبره، بما أنه كان يحكم البلاد من قصره بشرم الشيخ وكذلك تضرر منتجعات صديقه الغامض حسين سالم من الإنشاءات الجديدة والمحتمل أن تمر من خلالها. ما يعزز ذلك جريمة إهدار أكثر من 50 مليون جنيه في إنشاء وهدم جراج رمسيس، بدافع الهاجس الأمني خشية استهداف موكب الرئيس المخلوع أثناء مروره علي كوبري أكتوبر، وكأن المشروعات يجب أن تتوافق مع جنابه وليس مع الصالح العام. والموكب المزعوم كان سيحدث مرة واحدة في العام إن حدث والمعلوم أنه كان دائم التنقل مستخدما الطائرات الرئاسية. والأعجب أن الرئيس السابق أدلي بحديث إلي إحدي الصحف الحكومية نفي خلاله وجود نية لإنشاء ذلك الجسر بحجة أنه سيؤثر علي السياحة بشرم الشيخ دون الاستناد إلي أي دراسة علمية تؤيد كلامه، بعكس الدراسات التي سبقت الإعلان عن المشروع، ما يؤيد أن إيقافه كان لسبب شخصي أو لحماية مصالح شركات ملاحية أو سياحية. أما وقد رحل أركان الفساد أعتقد أنه آن الأوان أن نبدأ الحديث مع إخوتنا بالمملكة العربية السعودية لإحياء ذلك المشروع الحيوي، والذي جاء بمبادرة منهم عقب غرق العبارة السلام 98 عام 2006 والتي راح ضحيتها حوالي 1400 راكب كانوا علي متنها. والمريب أن المتهم الرئيسي مازال هاربا. ولا يخفي عليكم أن مصر لأول مرة في تاريخها لم تستطع نقل حجاج عبر البحر العام الماضي لرفض شركات الملاحة العمل علي ذلك الخط الملاحي. إن الفوائد الجمة للجسر البري من حيث التنمية التي ستعم المنطقة التي سيمر بها وانتعاش الحركة التجارية مع دول الخليج كافة باستخدام خط السكة الحديد المخطط إنشاؤه لربط مصر بالأراضي المقدسة وسهولة انتقال العمالة واستغنائنا عن عبارات الموت، وكذلك المشروعات الصناعية التي ينتظر أن يمولها رجال الأعمال العرب بدلا من استقدامهم إلي بلادهم وأيضا انتعاش السياحة العربية، وهو ما يدفعنا أن نطالب رئيس الحكومة للبدء علي الفور في تنفيذ هذا الجسر. [email protected]