ينظم المثقفون وقفة احتجاجية يوم الخميس المقبل، تبدأ الساعة السابعة مساء بميدان طلعت حرب أمام تمثال رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب بوسط القاهرة. وتأتي الوقفة تعبيرا عن قلقهم من محاولات تغيير هوية الدولة ومن الدستور الذي تجرى صياغته حاليا خصوصا فيما يتعلق بالحريات العامة والخاصة وذلك من أجل إقرار مبادئ الحريات العامة وحمايتها بصفة عامة، وحرية التعبير بصفة خاصة في الرأي والتفكير والإبداع والصحافة، وللتنديد لما يصفونه بالهجمة الشرسة التي تتعرض لها الثقافة والإبداع ومحاولات تكميم الأفواه التي تمثلت في مصادرة بعض الصحف ومنع كتاب وصحفيين من الكتابة والاعتداء على الإعلاميين. ومن المقرر أن يحمل المثقفون لافتات تندد بقمع الحريات، وصورا لرواد التنوير المصري في مائتي عام. كما يتحركون في مسيرة بوسط القاهرة. وسوف يتبع الوقفة عدد من الفعاليات المستمرة التي تضم العاملين في مجالات الثقافة والإبداع والإعلام والحقوقيين وكذا المهتمين من الجماهير باعتبار الثقافة حائط الصد الأخير فيما يوصف بمعركة "أخونة" الدولة. وصدر بيان عن المشاركين في الوقفة، جاء فيه أنه من أجل الحفاظ على العقل الثقافي المصري، وقدرته على الخيال والتفكير والتعبير بحرية تامة، وحفاظا على مكتسبات المصريين في حرية الاعتقاد والتفكير، فإن المثقفين المصريين يطالبون السلطة المصرية في شكلها الأخير بإثبات حسن نواياها تجاه احترام استقلالية المؤسسات، وعدم تسييسها لصالح تيار أو جماعة، وإعمال معيار الكفاءة في الاختيار والعزل، وليس الانتماء الفكري أو الأيديولوجي للحزب أو الجماعة الحاكمة. وأهاب المثقفون بمسئولي البلاد الآن أن يضعوا الثقافة كفكر وفن في مقدمة خطتهم للنهوض، مشيرين إلى أنه لا يمكن لبلد قدمت الحضارة للعالم أن يخلو دستورها من مادة واحدة تحصن الثقافة من التجريف لصالح أي فكر أو تيار حال وصوله إلى الحكم. وتابع البيان "ولا يمكن للجنة تعدادها مائة مواطن مصري يضعون دستور بلد بحجم مصر في القرن الحادي والعشرين ألا يكون بها تمثيل قوي للكتاب والفنانين والشعراء والمثقفين". كما أهاب المثقفون بأبناء الشعب المصري الوقوفَ إلى جانب إنقاذ الثقافة المصرية من الدخول في طور الاضمحلال والركود بسيادة فكر واحد وتيار واحد وجماعة واحدة، وترك الفرصة كاملة لكل التيارات والجماعات والأفكار أن تكون مطروحة على الطريق للجميع، كي نبني وطنا سالما آمنا حرا ديمقراطيا ومتعدد الأطياف.