زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن إدخال القوات المصرية لسيناء يدق ناقوس الخطر رغم استمرار التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن حملة الإقالات التي قام بها الرئيس "محمد مرسي" الأسبوع الماضي لم تؤثر على التنسيق الأمني بين الدولتين رغم أن قيادة الجيش الجديدة لا تعتبر مؤيدة للتطبيع مع إسرائيل. وقال المحلل الإسرائيلي "آفي يسخروف" في مقاله بالصحيفة إن المخاوف في إسرائيل من تدهور العلاقات بين الدولتين في أعقاب إقالة رئيس المجلس العسكري المشير "محمد حسين طنطاوي" ورئيس الأركان "سامي عنان"، مبكرة لأوانها ومبالغ فيها أيضاً، مؤكداً أن التنسيق الأمني بين الجانبين جيد بل جيد جداً على مستوى القيادات الصغيرة. أما فيما يتعلق بالقيادات الكبيرة، رأى الكاتب أن العلاقات بين الجانبين هي ضرورة حتمية فرضها الواقع، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن الرئيس "محمد مرسي" قيادي بارز بحركة الإخوان المسلمين ومن هذا المنطلق يرى أن علاقاته مع إسرائيل ضرورة فرضها الواقع، رغم أن محمد جاد الله المستشار القانوني للرئيس مرسي قال هذا الأسبوع إن الرئيس سيعيد النظر في اتفاقيات "كامب ديفيد" واصفاً إسرائيل بالكيان وليس الدولة. وأضاف الكاتب أن وزير الدفاع الجديد "عبد الفتاح السيسي" ورئيس الأركان "صبحي صدقي" مدينان للرئيس مرسي بتعيينهما وسيعملان ضد إسرائيل وفقاً لرؤية الرئيس. وأردف الكاتب أنه بهدوء شديد، وتقريباً دون أن يشعر أحد، أدخل الجيش المصري قوات إلى سيناء بدون تنسيق مع إسرائيل، زاعماً أنه رغم علم إسرائيل باستخدام الجيش للمقاتلات إلا أن المصريين خلافاً لما اتفق عليه معهم أدخلوا قوات إضافية إلى شبه جزيرة سيناء -منزوعة السلاح- وبدون تنسيق مع تل أبيب، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ويثير مخاوف شديدة، لاسيما في ضوء الصمت الإسرائيلي. وأضاف الكاتب أنه بينما تثرثر إسرائيل مع نفسها في الشأن الإيراني، فضل صناع القرار بإسرائيل عدم التطرق إلى دخول القوات المصرية لشبه جزيرة سيناء خلافاً لما نصت عليه اتفاقيات السلام، مرجحاً أن المسئولين الإسرائيليين فضلوا أكل هذا الضفدع لأن الهدف من إدخال تلك القوات إيجابي، ألا وهو محاربة الخلايا الإرهابية التي قتلت جنود مصريين وحاولت ضرب أهداف إسرائيلية. ويتوقع الكاتب أن تطالب مصر بإبقاء القوات المصرية بسيناء رسمياً، مشيراً إلى أن الرد السلبي الإسرائيلي لن يدفعا الجيش المصري الجديد ورئيسه المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين للإسراع في إخلاء القوات من سيناء.