وهالنا ماتلفظ به الداعية الإسلامى ( وجدى غنيم ) الذى اندفع وصب جام غضبه على المشير طنطاوى ورئيس الأركان الفريق عنان فقد إرتأى أن ( جزمة ) مرسى برقبة الإثنين وأيا كان رأيه وأسبابه ، أيا كانت وجهة نظرة صوابا أم خطأ ، فى جميع الأحوال لسنا مع التنابذ بالألقاب فمهما كان حجم الإختلاف مع الآخر يمكنك التعبير عما يجيش بصدرك دون تجريح أو تطاول دون المساس بالكرامة دون تهكم وسخرية تطال من قدر المسئ إليه فتحط من مقامه أو تنال من وطنيته بزرع بذور الشك والريبة لمجرد أن الرئيس إتخذ قرارا يرى أنه فى مصلحة البلاد ، يشعر المصرى بالحزن الدفين والأسى حينما يرى دعاته الذين يفترض أن يكونون الأسوة الحسنة يستقى من معينهم كل جميل لفظا وسلوكا ، تنهار فى عينه القيمة التى كانت محل إعزاز وتقدير ، تهوى إلى القاع الصورة التى طالما رسمها للداعية الذى يصول ويجول داعيا إلى المحبة والتسامح وإحترام الرموز ، والمصرى بطبيعته النبل وإحترام الكبير أساس تربى عليه منذ نعومة أظفاره ، المصرى فى عروقه كالنيل يسرى كالدماء فى الوريد المصرى لايخون ، متسامح بطبعه ، المصرى ينسى الإساءة وله كلمات تميزه عن باقى الشعوب ونهج تختص به هذه الأرض فيقول ( المسامح كريم ، يابخت من قدر وعفى ، فلننسى اللى فات واحنا أولاد النهارده ) وغيرها من العبارات التى لاتخلو منها أحاديثنا ونرددها بشكل يومى ، إذن المصرى مهما اختلف مع ( القائدين ) فمن من المؤكد أن التطاول على شخصهما لن يسعد أى منا ، من المؤكد أننا لن نصفق أو نثمن هذا الفعل القمئ ، المصرى لاينسى الإيجابيات لأنه لم يكن يوما ما إبن عاق ونتذكر جميعنا ماالذى فعله مبارك فى شعبه فبرغم الحقة المظلمة الظالمة ثلاثة عقود من الفساد والقهر لكن الشعب تألم أيضا حين رأى رئيسه فى القفص من العار يختبئ ، حز فى نفسه أن يرى مبارك خلف القضبان وولداه مهانان يجنون ثمار مااقترفت أياديهم فى حق المصريين ، لكننا فى ذات الوقت يتنازعنا شعور بالمرارة على ماألم به وهو الطاعن فى العمر ، شئ ما بدواخلنا يميل دائما نحو العفو ، ونحن أيضا لايمكننا أن نقبل هذا التندر عليه من الآخرين خاصة الغرباء ، نتوجع عندما تطال يد الإسفاف لتكتب عن مبارك بسخرية، تتبادل النكات ، تحول الجلسات إلى وصلات من الشتائم الكل يتبارى فى رفع الأحذية ، ونعود للداعية وغيره ممن ينظر لهم المجتمع قدوة طيبة نسير على نهجهم نعتبرهم أصحاب علم ودين ، فنقول إنحرفتم عن المسار وأسأتم لأنفسكم قبلا ، تتركون إرثا مشوها وفى هذا المقام يحضرنى تصريح ناشطة سياسية هكذا لقبت نفسها لتقول بعد الثورة فى إحدى البرامج التليفزيونية ( طنطاوى لازم يمشى ) فمن علمها أن الحرية أن تنتقد دون حدود أو قيود ، أن تصب جام غضبك بلا ضوابط ، فتسول لك نفسك أن تكتب العبارات القبيحة على الجدران والصور، أسفل الكبارى وأعلاها ونصبح حديث العالم المتحضر الذى تحولت نظرته إلينا كثيرا الآن بعد أن بارك ثورتنا وانحنى للشهداء إعزازا وتقديرا ، ألا تعرف الناشطة أن الإساءة تحت بند حرية الرأى والتعبير قد تصل بالإنسان الجاهل الى حد الوقاحة فينصرف الناس عنه ولن يستمعوا الى رأيه حتى لو كان صحيحا ، فمازالت تحبو ربما عمرها من عمر أحفاد المشير وتصر على إزالة الفوارق العمرية ولاتسبق اسمه بالسيد المشير، الثورة من المفترض أن تعيد إلينا ماافتقدناه فى لحظة إنهيار القيم الأخلاقية ، لاتعيدنا للخلف كان على الداعية أن يختار كلماته بعناية فهناك صغار الدعاه يتتلمذون على يديه من نعم الله على الإنسان الصبر والتصرف بالحكمة والتحلى بضبط النفس فالكلمات المنتقاة بعناية تحقق الهدف هى قبس من ضياء تضئ ظلام الأكوان والكلمات لهب تكوى الأفئدة إذا إنطلقت كالسهام فى كل صوب فتصيب الروح والوجدان وتترك جراحا لايداويها الزمان