تحولت إدارة الأمور داخل وزارة الرياضة في الفترة الأخيرة إلي لعبة مؤامرات مكشوفة وتصفية حسابات أوقعت مصر في أزمة دولية ومواجهة غير متكافئة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بعد حل اللجنة التنفيذية المختارة لإدارة شئون اتحاد الكرة وتعيين لجنة جديدة مؤقتة برئاسة عصام عبدالمنعم لإدارة شئون الجبلاية وهو ما رفضه الاتحاد الدولي وهدد بتجميد النشاط الكروي في مصر وتناولت «الوفد» الأمر قبل صدور القرار وحذرت منه إلا أن الوزير الجديد تجاهل الأمر وأصدر في اليوم التالي قراره السابق وينتهي الأمر بفضيحة بعودة الوزير في قراره ومخاطبة «الفيفا» بعودة أنور صالح لقيادة الجبلاية. وما بين الإقالة والتراجع شهدت الأمور مهازل غريبة وعنجهية وضرب الحائط بالقوانين والأعراف الدولية في سابقة خطيرة وغير مسبوقة وكانت أخطرها تحدي عصام عبدالمنعم لقرار المحكمة الرياضية الدولية بعودة النادي المصري للدوري ووصفه القرار بأنه لا يعنيه من قريب أو بعيد وأنه غير ملزم للاتحاد المصري رغم أن قرار المحكمة الدولية ملزم للفيفا والاتحاد المصري بل لا يجوز الطعن عليه. والمفاجأة الثانية كانت في تحديد موعد جمعية عمومية غير عادية لمناقشة اللوائح وتعديلها وهو ما رفضه الاتحاد الدولي خاصة أن «الفيفا» أمهل مصر مدة تزيد علي الثلاث سنوات لإنهاء أزمة اللائحة واعتمادها وهو ما تم بالفعل، إلا أن العامري فاروق الرافض للائحة وقت وجوده في عضوية مجلس إدارة النادي الأهلي وضح تربصه باللوائح وقرر إلغاءها وهو أيضا ما رفضه «الفيفا» وحذرت منه «الوفد». ولم تقف التجاوزات عند هذا الحد بل شهدت الأمور طرائف وعجائب تمثلت في اطلاق العامري وعبدالمنعم تصريحات نارية حول مخالفات اللجنة التي تم حلها وجاء عدد المخالفات التي أعلنت 19 مخالفة قرر العامري تحويل بعضها للنيابة العامة أي أن أعضاء اللجنة أصبحوا مهددين إلا أن المفاجأة أن لجنة عبدالمنعم استعانت بعدد من أعضاء اللجنة ومنهم رئيس اللجنة نفسه أنور صالح الذي تم تعيينه رئيساً للجنة التعاقدات وعامر حسين رئيساً للجنة المسابقات واستمرار الجميع في مناصبهم داخل الاتحاد. الغريب أن وزارة الرياضة عندما اكتشفت الخطأ وبدأت تصحيح الأمور وأرسلت ل «الفيفا» خطاب التراجع جاء مستشاريو السوء وأقنعوا الوزير بسيناريو جديد أن يقوم أنور صالح بتقديم استقالته بعد قرار العودة ويتم إرسال الاستقالة إلي «الفيفا» مع اختيار عامر حسين عضو اللجنة المنحلة رئيساً للجبلاية وكأنها حرب شخصية يخوضها القائمون علي وزارة الرياضة المصرية. مرة أخري نجحت حملة «الوفد» في الحفاظ علي صورة مصر ولكنها تحذر من جديد من الالتفاف حول القرارات والوقوع ضحية لأصحاب المصالح الخاصة وجيش المستشارين الذي يهمه ما يحصل عليه من آلاف الجنيهات في زمن يعاني المصريون خلاله من أزمات بالجملة.. وسوف نوالي نشر تفاصيل المؤامرة في حلقات قادمة.