اصبح المشهد السورى مجرد سيناريو متكرر بصورة يومية، سواء على ارض الواقع ، او دوليا او فى تناول الاعلام له، فعلى ارض الواقع يزداد بشار شراسة ويواصل جرائم القتل ويتساقط الضحايا بالعشرات ، وقد سجلت حصيلة اليومين الماضيين اكثر من 180 قتيلا، فيما تتواصل المعارك الشرسة فى حلب بعد الانسحاب التكتيكى للجيش الحر من المدينة، ودوليا تتواصل سياسة الشجب والتنديد، والتلويح بالمساعدات العسكرية وغير العسكرية للثوار والمعارضين وسط عمليات رفض وموافقة من الدول الكبرى ، وهو ما تترجمه امريكا بإعلان خوفها من تسليح المعارضة بشكل مباشر ، بينما تعطى الضوء الاخضر سراً للشركات الخاصة لتوريد السلاح ، وقد اختارت هذه المرة جماعة سورية معارضة داخل أمريكا تُسمى جماعة الدعم السورية، بينما اعلنت بريطانيا رصد نحو 8 ملايين دولار في شكل مساعدات إلى مقاتلي المعارضة. وقالت إنها أقنعت الحكومة الأمريكية بأن تعطيها ترخيصاً بإرسال أموال للمعارضة بعد أن أسست مكتبا في واشنطن واستعانت بمسئول سابق في حلف شمال الأطلنطي «الناتو» لإدارته. ومع التذبذب والانقسام الدولى حيال اتخاذ موقف موحد ضد بشار، يزداد جبروت بشار، وتزداد جرأته لاتهام دول غربية وعربية بإدارة مراكز عسكرية في تركيا لدعم المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط نظامه، بينما تبدو العقوبات الاقتصادية بما فيها تلك التى شددتها امريكا مؤخرا على سوريا عديمة القيمة، حيث فرضت امريكا عقوبات جديدة تستهدف في الوقت نفسه سوريا وحليفيها إيران وحزب الله اللبناني الذي اتهمته بأن له دورا كبيرا في قمع معارضي الأسد. وقد وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى اسطنبول لاجراء محادثات فى إسطنبول مع القادة الأتراك بشأن اوضاع سوريا. وناقشت كلينتون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان مرحلة ما بعد السقوط المحتمل لنظام الأسد. وتأتي زيارة كلينتون في إطار تحركات دبلوماسية أوسع للتوصل إلى تسوية تضمن انتقالا سلميا للسلطة في سوريا. وفي إطار التحركات الدبلوماسية أيضا, أكد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والملك الأردني عبد الله الثاني خلال لقاء في الدوحة ضرورة إيجاد حل سياسي سريع للأزمة يحافظ على وحدة سوريا، بينما استمر تصدير الازمة والعنف الى دول الجوار السورى، ففى عمان، اندلع قتال بين القوات الاردنية والسورية في منطقة حدودية بين البلدين ولكن مصدراً أردنياً قال انه لم يسقط قتلى في الجانب الاردني على ما يبدو.