إلي متي تظل مصر تتلقي الضربات «ممن يساوون.. أو لا يساوون شيئاً» دون ان تفعل شيئاً او ترد بعنف أشد.. وكأن مصر «اصبحت ملطشة» لكل من يستغل طيبتها.. والتي يعتبرها البعض ضعفاً.. إلي متي؟! ضربات من الداخل ومن الخارج، من الداخل علي أيدي البلطجية ومن يحاولون ضرب وحدة شعب، هو أقدم شعب توحد في التاريخ.. وعلي تحركات ومؤامرات تستهدف مرات الاخوة المسيحيين.. وتستهدف مرات اكثر الاغلبية المسلمة.. وأيضاً ممن تسول له نفسه ان يمس مصر بالسوء.. من الجيران.. ومن البعيدين علي حد سواء.. أهي الطيبة.. أم هو الضعف.. أم بطء اتخاذ القرار المناسب للرد علي كل المتآمرين.. أم اننا - خلاص - انكفأنا علي وجوهنا حتي بتنا نتلقي الصفعات من كل مكان.. وهو الضعف الذي جرأ علينا القاصي والداني الذي اعتقد أننا مشغولون بالهش من المشاكل.. وتركنا القضايا الحيوية. آه لو ملكوني حكم مصر.. لعرفت كيف أرد عنها كيد المعتدين وانا واثق ان الشعب كله سيقف معي.. ويتحرك معي، لنضرب بيد من حديد علي رأس كل من يحاول ضرب مصر، أو مسها بسوء.. وما جري لمصر - في سيناء - يجب ألا يمر هكذا .. أي مجرد بيانات استنكار.. وكلمات استهجان.. وشوية اغاني وطنية تتحدث عن امجاد انتهت.. فما يمهنا الآن: ماذا نحن فاعلون؟! ولا تقولوا إن من قاموا بها من المسلمين.. فما هم مسلمون ولا حتي من المجوس ولكنهم عماليق جاءوا من غزة.. نمد يدنا لهم بالكهرباء والسولار والطعام ونحرم شعبنا من كل ذلك.. ولكنهم يردون ليس بعض الايدي ولكن بقتل أولادنا غدراً وهم جالسون يتناولون طعام افطارهم بعد صيام يوم طويل.. ولا تقولوا لنا ان حماس وسلطات حماس لا تعرف شيئاً، لانهم يعرفون دبة النملة هناك، وهنا.. بل ويباركون كل شيء وكل عملية من هذه العمليات ضدنا.. وياليتهم تحركوا ضد اسرائيل، التي تحتل أرضهم.. بل هم يتحركون باستمرار ضدنا، أي ضد من تحملوا كل أعباء مشاكلهم مع اسرائيل، التي تركوها واعتبروا مصر هي عدوتهم الأولي.. ويكفي أن حماس تعرف كل نفق قبل أن يتم حفره بين رفح المصرية، ورفح الفلسطينية.. بل ويحصلون علي حصة من غنائم هذه الانفاق جهاراً نهاراً ولا احد ينكر منهم شيئاً من ذلك.. ما هو الموقف الان، اذن، ودعونا من اي دعاوي فارغة تتحدث عن فتح المعابر ومد يد الغوث لهم، وعلي من يتباكي علي حال عماليق غزة ان ينشئ ما يشاء من معابر وانفاق ولكن بعيداً عن مصر.. ومن يده في النار ليس كمن يده في المياه.. الحل ان تقوم مصر الان وفوراً بعمليات عاجلة وسريعة لنسف كل هذه الانفاق من ناحيتها.. نسفاً شاملاً بعد تلغيمها بأشد انواع المتفجرات.. لان من خلالها يأتينا الخطر والموت والدمار.. وكفي ما سرقوه من خيرات مصر منذ بدأت هذه الانفاق علي استحياء.. لينزل جنود مصر إلي عمق كل هذه الانفاق ويقوموا بوضع ما يكفي من متفجرات، بمن فيها.. ثم ينسفون كل شيء، دون تحذير أو انذار .. فالذين اغتالوا اولادنا وهم يتناولون طعام افطارهم لا يستحقون الا ان يتم اغتيالهم.. ولتكن عملية نسف هذه الانفاق حرباً شاملة ضد كل من يفكر في اغتيال كرامة مصر وجنود مصر.. ومصر التي عبرت قناة السويس وحررت سيناء لن تعجز عن نسف هذه الانفاق التي يأتينا منها كل خطر وكل موت.. ثم لتكن لنا مع حماس ونظام حماس وقفة حاسمة .. تبدأ بأن تتوقف مصر عن اي جهد لخدمة حماس وغير حماس، سواء للمصالحة بين فصائل لن تتصالح أبداً، ورحم الله اللواء عمر سليمان الذي كان يحمل علي كتفيه الملف الفلسطيني دون كلل.. لتتوقف فوراً كل اتصالات مع حماس، حتي يعودوا عن غيهم أو يثوبوا إلي رشدهم.. بداية من سيارات شحن السولار إلي الكهرباء التي نحرم منها بلادنا لننير لهم بلادهم، ثم من هو هذا الذي يتحدث عن أمن مصر وحدود مصر وهو أول المتآمرين.. ام ينطبق عليه وعليهم القول المصري «سكتنا له.. دخل بحماره». يجب ان يعرف كل طرف، وأي طرف، حجمه الطبيعي ودوره الطبيعي.. وان مصر لن تتنازل ابداً عن حق الانتقام، هكذا قال لنا ديننا الذي يتستر وراءه البعض وهم ابعد من ان يعرفوا سماحة هذا الدين الحق.. نريد موقفاً حاسماً.. واتوقع موقفاً واحداً قوياً لهذا الاجتماع الكبير الذي رأسه السيد رئيس الجمهورية وحضرته «كل القوي» المصرية، فقد انتهي عصر الطبطبة.. عصر ان ندير وجهنا الأيمن ليلطم المعتدي خدنا الايسر.. انتهي هذا العصر الذي جعل العدو ومن نريده صديقا يعتقد أنه هو الضعف بعينه.. لا نريد بيانات.. نريد أفعالاً، وبشدة.. وعنف، وكما صبرنا علي اعتداءات اسرائيل ثم اعطيناها الدرس الذي مازالت اكاديميات الحرب تدرسه في العالم كله.. علينا ان نفعل ذلك مع غير اسرائيل ايضاً.. مهما كانت درجة القرابة أو الدم او اللغة او الدين.. فالمصري يعرف جيداً المقولة المأثورة: أنا وأخي علي ابن عمي.. وانا وابن عمي علي الغريب.. هنا يأتي دور الجد.. مع ابناء العم القريبين منا.. كما فعلنا مع من يدعون انهم من ابناء العم البعيدين.. وليعرف أي معتد ان مصر لن تسمح - بعد ذلك - بأن تمتد يد أي يد بسوء لمواطن مصري واحد.. مهما كانت قرابته لنا.. كفاية.. كفاية.. لانهم يعتبرون طيبة مصر ضعفاً.. واذا كان اغتيال مواطن نمساوي عام 1914 سبباً في اشتعال الحرب العالمية الاولي واذا كانت امريكا تعلن حربا ضروسا علي من يقتل امريكيا واحداً.. وان تركيا تفعل نفس الشيء.. فمتي نقر ونعترف ان المصري ايضا يعرف كيف يدافع عن اخوته.. في أي مكان. مصر كلها تنتظر قرارات وأفعال كل القوي المسئولة رداً علي اغتيال المصريين علي الحدود.. بكل نذالة.. وكل خسة.. مصر تنتظر.. ويجب الا يطول الانتظار..