تصاعدت حدة الحرب بين وزارة الكهرباء والمشتركين أمس بسبب استمرار انقطاع التيار رغم وعد المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء الجديد بانتهاء الأزمة خلال 48 ساعة من توليه مهام منصبه. وفي الوقت الذي طالبت فيه مجموعات من متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي باحتجاز محصلي الكهرباء كرهائن لتشكيل ضغط علي قطاع الكهرباء وإجباره علي منع تخفيف الأحمال، قررت وزارة الكهرباء التصدي بحزم وشدة لدعوات الامتناع عن تحصيل فاتورة الكهرباء. وأكد المهندس بلبع ان تصاعد الأعمال العدائية ضد العاملين بقطاع الكهرباء يمارس منذ اكثر من شهر وان وصول هذا التصعيد للتحريض علي عدم دفع الفاتورة يؤثر بصورة كبيرة علي أعمال القطاع، وأكد اتخاذ الوزارة ما يلزم قانوناً في مثل هذه الحالات. وقال الوزير إن رفض سداد الفاتورة يعتبر اخلالاً بالتعاقد المبرم بين شركة الكهرباء والمشترك وانه سيتم انذار المشترك الممتنع عن السداد لينتهي الأمر بالغاء التعاقد غير المستجيب للانذارات. وسادت المظاهر الاحتجاجية محافظات الفيوموالاسماعيلية والاسكندرية ودمياطوالمنيا وشمال سينا والقرية استنكاراً لاستمرار انقطاع التيار وتأثيراته السلبية علي حياة المواطنين. ففي الفيوم نظم أهالي عزبة جيلي وحي الشيخة شفا ببندر الفيوم وقفة احتجاجية أمام استراحة المهندس أحمد علي أحمد محافظ الفيوم بسبب انقطاع الكهرباء ومياه الشرب. واضطر المحافظ إلي النزول لاستقبال الأهالي مرتديا الترينج سوت، بحديقة الاستقبال. وبعد اتصالات اجراها المحافظ بالمسئولين تبين ان سبب انقطاع الكهرباء احتراق المحول الذي يغذي حي الشيخة شفا بسبب الاحمال الزائدة وتم تدبير محول بديل. وفي الاسماعيلية استنكرت مصادر طبية بالمستشفي العام انقطاع التيار عن المستشفي لنحو 40 دقيقة مما اضطر الاطباء لمعالجة المرضي تحت أضواء الشموع وكشافات أجهزة التليفون المحمول بسبب تعطل المولد الكهربائي الخاص بالمستشفي. واستنكر المجلس الدولي لحقوق الإنسان الانقطاع المستمر في الكهرباء بالمستشفيات بعد ان اثبتت لجان تقصي الحقائق ان الأزمة تسببت في وفاة عدد من المرضي والاطفال بالمستشفيات. وفي مواجهة استمرار الأزمة نظمت حملة «مش دافعين» بالاسماعيلية وقفة سلاسل بشرية بميدان الممر استنكاراً لانقطاع الكهرباء ودعت الحملة الاهالي إلي عدم دفع فاتورة الكهرباء عن شهر يوليو الماضي. وكثفت الحملة في المنيا من نشاطها حيث انتشرت بشكل كبير في قري ومراكز المحافظة تحث الأهالي علي عدم دفع الفواتير رافعة شعار «هاتوا الكهرباء نديكم الفلوس».. وفي دمياط نظم المئات من العمال والحرفيين وأصحاب الورش وقفة احتجاجية بميدان الساعة «الحرية» احتجاجاً علي الانقطاع المتكرر يوميا للكهرباء وخاصة اثناء الافطار والسحور، وأشار محمود بيضون صاحب ورشة إلي أن الازمة تسببت في خسائر فادحة لنحو 72 ألف ورشة بالمحافظة. وأثار الانقطاع المستمر للكهرباء تذمر أهالي العريش، خاصة بعد رفض المسئولين الرد علي شكواهم. فيما استنكرت الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير بالإسكندرية «لازم» في بيان أصدرته أمس الطرق التي تتبعها الدولة في التعامل مع أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ونظم أهالي حي المنتزه وقفة احتجاجية انتهت باشتباك مع اعضاء من حزب الحرية والعدالة ونظم أهالي طالبوهم بإنهاء الوقفة. وألقي استمرار الأزمة بتأثيره علي المواطنين في محافظة الغربية الذي عبروا عن احتجاجهم بقطع الطرق السريعة والفرعية للتعبير عن استيائهم، ورفض أهالي القري دفع فواتير الاستهلاك التي وصفوها بالوهمية لعدم استهلاكهم للكهرباء.