تمر على بعض الفنانات لحظات هى الأصعب والأكثر تأثيرا في حياتهن, وأحيانا تكون سببا في تغيير طريقهن الفني، واتجاههن لاعتزال التمثيل وارتداء الحجاب. ولوحظ أن جميع الفنانات أخذن بعض الوقت - طال أحيانا - لكي يعلن قرارهن بالاعتزال؛ ويأخذن منهجا جديدا في أسلوب الحياة وطريقة التفكير. وهذا ما حدث مع الفنانة حنان ترك التي فاجأت الجميع بإعلان اعتزالها الفن في مداخلة تليفزيونية؛ وأعلنت اعتزالها رسميا العمل الفني منذ تلك اللحظة؛ وأن مسلسل "أخت تريز" هو آخر أعمالها الفنية ولن تقدم أي أعمال فنية أخرى مستقبلا. وأكدت أن قرارها هذا اتخذته نتيجة لصراع نفسي بدأ يراودها منذ عودتها للفن مرة ثانية ؛ حيث قالت إن كونها تمثل بالحجاب تصبح فتنة أكبر من ذي قبل. وأوضحت أنها لن تعود ثانية وقررت التفرغ لوالدتها وأبنائها ومشروعها في الكارتون فقط. وشهدت الساحة الفنية في السنوات الماضية اعتزال عدد من الفنانات بعد ارتدائهن الحجاب أمثال الفنانة حلا شيحة بعد نجاحها في أداء دورها المميز مع محمد سعد في فيلم "اللمبي" ؛ وأعلنت حلا ودون مقدمات اعتزالها التمثيل وارتداء الحجاب في بداية عام 2003 تأثرا بوفاة زميلها علاء ولي الدين. ولكن سرعان ما تراجعت حلا عن قرارها هذا بعد شهرين فقط مفضلة إكمال مشوارها الفني لتعود بدورها مع الفنان عادل إمام في فيلم "عريس من جهة أمنية" ثم جاء قرارها للمرة الثانية وبدون مقدمات، بالاعتزال وارتداء الحجاب. وأثيرت قضية الاعتزال بشكل كبير في وسائل الإعلام في أعقاب القرارات المتتالية لبعض الفنانات الشابات اللواتي مازلن في بداية مشوارهن الفني، باعتزال الفن وارتداء الحجاب ثم عدول بعضهن عن الحجاب والعودة إلى التمثيل. وأشهرهن غادة عادل وميرنا المهندس؛ والأخيرة أشار البعض إلى أن تعرضها لعملية جراحية خطيرة كان وراء قرار ارتدائها للحجاب، وبمجرد نجاح العملية تراجعت وكأن شيئا لم يكن. وفسر البعض اعتزال الفنانات على أنه حملة تقودها بعض الجهات الأجنبية حتى يتم ضرب سمعة الفن المصري؛ إلا أن هذه التهم لم تلق قبولا لدى الشارع المصري، ولم تروج لها المعتزلات بعدم ردهن عليها. ولم يكن الإعلام فقط هو مصدر الانتقاد للفنانات المعتزلات؛ بل طالتهن حملة واسعة من النقد والهجوم على يد مجموعة من الممثلين الذين اعتبروا أن بعض الفنانات ينظرن إلى الحجاب كوسيلة للشهرة وللظهور الإعلامي المكثف، في حين كان عليهن الاقتداء بما فعلته شادية أو شمس البارودي بالاعتزال في صمت وبلا ضجيج. وتعد الفنانة المعتزلة شادية من أشهر الفنانات المحتجبات في مصر، تليها الفنانة الراحلة هدى سلطان والممثلة عفاف شعيب التي مازالت تقدم أعمالا درامية وكذلك منى عبدالغني وعبير الشرقاوي؛ وكل منهن عادت لتقدم أدوارا من خلال بعض الأعمال الإسلامية، علاوة على ظهورهن في بعض الأعمال الدرامية الهادفة، بالإضافة إلى الفنانات شهيرة ، نورا ، سهير رمزي ، هناء ثروت ، شمس البارودي. والفنانة هالة فؤاد التي لم تكد ترتدي الحجاب حتى لقيت ربها ومثلها مديحة كامل. أما سهير البابلي التي تركت العمل الدرامي؛ فقد اشتهرت كداعية بعد أن تفرغت للعبادة ودراسة القرآن والسيرة النبوية، ثم عادت مرة أخرى بعد غياب 10 سنوات عن الوسط الفني من خلال الحلقات التليفزيونية "قلب حبيبة"؛وكذلك الفنانة الشابة ميار الببلاوي التي تفرغت للدراسة وعملت كمذيعة تقدم البرامج الدينية والموضوعات الهادفة من خلال قناة "اقرأ".