رحبت قوى عالمية بالاتفاق النهائي الذي توصل إليه السودان وجنوب السودان حول رسوم عبور النفط من دولة الجنوب إلى الشمال، والذي سيتم بموجبه استئناف تصدير النفط المتوقف منذ ينايرالماضي. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعلان هيئة التنفيذ رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي للاتفاق الذي توصلت إليه الخرطوموجوبا بشأن رسوم عبور النفط، وقال في بيان نشر على موقع البيت الأبيض على الإنترنت إن "الاتفاق يفتح الباب أمام تحقيق الرخاء لشعبي البلدين". وأثنى أوباما على لجنة الوساطة برئاسة وسيط الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي لنجاحها في التوصل إلى هذا الاتفاق. وقال إن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها لأي جهود ترمي إلى تحقيق السلام الدائم بين البلدين. ومن جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج بالاتفاق، ودعا البلدين إلى مضاعفة الجهود لحل مواطن الخلاف المتبقية بينهما. وفي تصريحات نشرها موقع وزارة الخارجية البريطانية على الإنترنت، قال هيج"هذا الإنجاز سيشكل دفعة مهمة للاقتصاد في البلدين، وأشيد بروح التوافق بين الحكومتين". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارة إلى جوبا أمس الجمعة لمناقشة تقدم المفاوضات مع الرئيس سلفا كير، ودعت جنوب السودان والسودان إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن لتعزيز اقتصاد بلديهما. وقالت "التوصل إلى شيء أفضل من لا شيء". وفي زيارتها إلى كينيا اليوم السبت، رحبت كلينتون بالاتفاق، وقالت في بيان إنه يعكس "روح التوافق بين الجانبين". ودعت إلى إنهاء الخلافات بين البلدين "لصالح الشعبين وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل في مواجهة التحديات الحالية". وكانت الخرطوم قد أعلنت اليوم السبت أنها سوف تستأنف تصدير النفط مع جوبا بعد توصلها إلى اتفاق نهائي مع دولة جنوب السودان حول رسوم عبور النفط من دولة الجنوب إلى الشمال، والمتوقف منذ ينايرالماضي. ويضم جنوب السودان 75% من الموارد النفطية في السودان قبل تقسيمه إلى دولتين العام الماضي، ولا يملك الجنوب منافذ لتصدير النفط إلا عبر دولة الشمال. واختلف البلدان حول قيمة رسوم مرور خطوط التصدير الجنوبية في الشمال؛ ما دفع الجنوب إلى وقف إنتاجه، وهو ما أدى إلى تأزيم الوضع الاقتصادي للجنوب الذي يعد النفط المصدر الأول لدخله. وأنهى وفد السودان المفاوض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع وفد دولة جنوب السودان جولة مفاوضات امتدت 3 أسابيع مساء امس الجمعة، ناقشت قضايا الأمن مع دولة جنوب السودان وقضايا النفط والحدود ومنطقة أبيبي. كما شملت قضية المناطق الأمنية منزوعة السلاح على الحدود وانسحاب قوات كل طرف إلى داخل حدوده ووقف دعم وإيواء الحركات المتمردة وفك ارتباط جنوب السودان بالفرقتين التاسعة والعاشرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق. وانفصل جنوب السودان عن السودان العام الماضي بعد إجراء استفتاء حول الانفصال وفقا لما جاء في اتفاق سلام أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية عام 2005، لكن ظلت هناك بعض القضايا العالقة بين الجانبين، منها مناطق حدودية وقضية النفط. وقال وفد السودان المفاوض في بيان صحفي بعد عودته اليوم السبت إلى الخرطوم من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن الطرفين قد توصلا لاتفاق كامل تحت رعاية الهيئة الأفريقية رفيعة المستوى حول مسألة النفط والرسوم المتعلقة به. ويشتمل الاتفاق على جزأين يتعلق الأول منهما برسوم انتقالية مبنية على المبدأ المتفق عليه بين الطرفين والهيئة رفيعة المستوى بأن تكون هناك فترة انتقالية مدتها 3 سنوات ونصف السنة تتعاون فيها الدولتان بحيث تصبحان دولتين قابلتين للنمو والازدهار. وأفاد بأن الجزء الثاني من الاتفاق يتعلق برسم العبور السيادي ورسوم الخدمات التي تشمل المعالجة المركزية في (هجليج والجبلين) والنقل عبر خطي الأنابيب إضافة لخدمات ميناء التصدير. وعبر وفد حكومة السودان عن أمله في أن يمهد هذا الاتفاق الطريق لاتفاق شامل حول المسائل المتبقية الأخرى وبصفة خاصة الترتيبات التي ستؤدى إلى حدود آمنة بين البلدين تمكن من انسياب النفط والتجارة والبضائع وحركة المواطنين عبر الحدود بينهما.