أبدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة،أسفها لنيّة كوفي أنان إنهاء مهمته كمبعوث خاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، مؤكدة أن روسيا كانت تساعده على إنجاز مهمته، ودعت إلى الإسراع لإيجاد خلف لأنان للحفاظ على بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية قولها "تلقينا بأسف عميق قرار كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تقديم إستقالته في نهاية شهر أغسطس عندما تنتهي مدة تفويضه". وأكدت أن روسيا كانت تحث الحكومة السورية والمعارضة على الدخول في تعاون وثيق مع أنان وتنفيذ خطته للسلام. وذكر البيان أن مجلس الأمن الدولي أيّد خطة أنان وقرّر إرسال بعثة مراقبي الأممالمتحدة إلى سوريا بناء على مبادرة من قبل روسيا. وقال إن روسيا ساعدت أنان في ترتيب عقد إجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 يوينو، ثم واصلت العمل مع الأطراف السورية لتنفيذ قرارات مجموعة العمل، إلا أن "المعارضة السورية رفضت، مع الأسف، كل الإقتراحات بشأن تنظيم الحوار السياسي. ولم يفعل شركاؤنا الغربيون وبعض الدول الإقليمية القادرة على التأثير على المعارضة، شيئاً من أجل ذلك. وليس هذا فحسب، بل واصلوا دعمهم السياسي والمعنوي والمادي والمالي للمجموعات المعارضة السورية". واعتبرت الخارجية الروسية أن الأكثر أهمية في هذه المرحلة منع خفض الجهود الدولية لحل الأزمة في سوريا، فخطة أنان وقرارات جنيف تظل تحتفظ بأهميتها كعلامة متميزة للحل السلمي للمشاكل السورية". ودعت إلى ضرورة الإسراع بإيجاد المرشح المناسب لخلافة أنان، منبّهة إلى "أهمية المحافظة على الوجود الأممي" في سوريا. وقالت إن "بعثة مراقبي الأممالمتحدة، وإن واجهت مصاعب جمّة، إلا أنها تبقى عاملاً هاماً في توفير الدعم الدولي لتطلعات الشعب السوري المشروعة لتحديد سبل التطور الديمقراطي المستقل لبلاده بنفسه لصالح السوريين كافة". وأضافت "ندعو شركاءنا كافة لتوحيد الجهود على أساس مرجعية جنيف لتحقيق وقف فوري للعنف في سوريا وإطلاق العملية السياسية". وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إعتبر في وقت سابق اليوم أن استقالة أنان، ستطلق يد مؤيدي التحرّك العسكري ضد سوريا. وقال غاتيلوف عبر صفحته على موقع "تويتر" الإجتماعي إن أنان "وسيط دولي صادق، لكن ثمة من يريدون خروجه من اللعبة لإطلاق يد الذين يؤيدون التحرّك العسكري، وهذا واضح". واعتبر أن "قرار أنان عدم تمديد ولايته كمبعوث خاص في سوريا يثير عدة تساؤلات حول مستقبل التسوية في هذا البلد". وكان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أعلن أمس الخميس إستقالة أنان من منصبه، وأشار إلى أن الإنقسامات في مجلس الأمن أصبحت بحد ذاتها عائقاً أمام الدبلوماسية، جاعلة عمل أي وسيط أصعب بكثير. وأعلن أنان أنه سيترك منصبه في نهاية أغسطس الجاري بسبب زيادة عسكرة الوضع في سوريا وغياب وحدة موقف أعضاء مجلس الأمن الدولي. وأثارت إستقالة المبعوث الأممي والعربي الى سوريا كوفي أنان ردود فعل عالمية آسفة، فيما حمّل البيت الأبيض المسؤولية للصين وروسيا. يذكر أن أنان أطلق خطة من 6 نقاط تقوم على وقف العنف من قبل جميع الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة، وتقديم المساعدات في مناطق الإضطرابات، والإفراج عن جميع المعتقلين بشكل تعسّفي.