تصاعدت حدة التوتر الغربي مع إيران بشكل غير مسبوق خلال الأسبوع الجاري، بشأن تأمين الملاحة البحرية في مضيق هرمز، حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية وصول المدمرة «إتش إم إس دنكان» إلى الخليج العربي، لمواكبة عبور السفن التي ترفع العلم البريطاني. ويأتي الإعلان البريطاني بعد نية لندن إرسال مزيد من القوات إلى الخليج، حيث ستتمركز في البحرين، ضمن الجهود البريطانية الرامية لتأمين الملاحة البحرية التي تهددها اعتداءات إيران. وأمرت لندن بنشر المدمرة لمواكبة السفن العابرة لمضيق هرمز، حيث احتجزت إيران في وقت سابق من الشهر الحالي سفينة ترفع العلم البريطاني في عملية وصفتها بريطانيا بالقرصنة. وفي المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن إيران هي التي تقوم بالإشراف على أمن مضيق هرمز في المنطقة. وقال موسوي في مؤتمر صحفي أمس: «أمن مضيق هرمز إيران تشرف عليه». وأضاف موسوي «جذور زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج تعود للقوات التي جاءت إلى هذه المنطقة من على بُعد آلاف الكيلومترات، وسبب التوتر في المنطقة هو التدخلات الأجنبية». وكانت بريطانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تخطط لتشكيل قوة بقيادة أوروبية لحماية الشحن البحري، إلا أنها أكدت أنها لا تسعى للدخول في مواجهة مع إيران. وطلبت لندن من السفن التي ترفع العلم البريطاني إبلاغها بمواقيت عبورها لمضيق هرمز، وقد واكبت «إتش إم إس مونتروز» بالفعل 35 سفينة تجارية خلال 20 رحلة عبور، بحسب البحرية الملكية البريطانية. وعبّر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، في بيان عن ارتياحه «لأن إتش إن إس دانكان ستواصل العمل المتقن الذي تؤديه «إتش إم إس مونتروز» التي تسهم في حماية هذا الممر الرئيسي»، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس». وأضاف والاس: «في حين نواصل الدفع باتجاه حل دبلوماسي يتيح مجددا العبور من دون مواكبة عسكرية، ستستمر البحرية الملكية في توفير الحماية للسفن البريطانية إلى أن يصبح ذلك واقعا». ومنذ أسابيع يتصاعد التوتر في المنطقة، إذ أعلنت إيران قبل أيام، أن الحرس الثوري احتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، واقتادها إلى ميناء بندر عباس. وجاءت خطوة طهران، بعدما هددت برد على احتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، لكن لندن تقول إنها تحتجز الناقلة «غريس 1» للاشتباه في أنها كانت تنقل نفطا إلى سوريا في خرق للعقوبات الأوروبية المفروضة على دمشق. وشدد وزير الخارجية البريطاني على أهمية التزام إيران بالقانون الدولي. وأثارت اعتداءات إيران المتتالية في خليج عُمان ومضيق هرمز المخاوف بشأن أمن الملاحة البحرية، خاصة بعد استهداف ناقلات النفط.