أولى خطوات قصف عمر أى حكم سياسى هو اغتيال حرية الفكر والرأى، وفرض قيود على الصحفيين والإعلاميين، والسياسة التى تقوم بها حالياً جماعة الإخوان الحاكمة بشأن الإعلام، إنما هى تتعجل النهاية السياسية لها، فليس من المعقول أو المقبول أن يستجيب الإعلاميون والصحفيون لرغبة الجماعة بوأد آرائهم وحريتهم فى التعبير، وليس من المنطقى أيضاً أن هذه السياسة الإخوانجية ممكن أن ترهب أى إعلامى أو صحفى، قد يحدث ذلك مع قلة متحولة لكن لن يؤثر هذا أبداً على الجماعة الصحفية التى تدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وإذا كانت نقابة الصحفيين قد سقط عليها بالباراشوت نقيب فى غفلة من الزمن ورضى بأن يوجه للصحفيين كل هذا السباب من الذين يسووون ولا يسوون خاصة من أفراد جماعته التى ينتمى إليها.. فإن جموع الصحفيين لا يمكن أن يسكتوا على هذه الفوضى العارمة التى تمارس ضدهم وصمت النقيب المريب الذى يشارك جماعته فى اغتيال حرية الإعلام بكل أنواعه.. الصمت الذى يلوذ به نقيب الصحفيين ضد تطاول جماعته ضد الإعلاميين يقتضى منا نحن الصحفيين أن نسحب الثقة من النقيب أو إسقاطه... وأدعو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين إلي سحب الثقة من النقيب الذى تم غرسه فى النقابة لتحقيق أهداف الجماعة وليس أهداف الصحفيين.. وأول هدف للصحفيين هو عدم كسر أقلامهم، وممارسة عملهم بحرية كاملة دون مساس ودون ممارسة هذا الإرهاب عليهم. يوم اختار الصحفيون ممدوح الولى نقيباً لهم، كان بهدف تدعيم حريتهم فى الرأى والفكر وصد أى هجوم على حقوقهم الفكرية وتوفير الحياة الكريمة لهم.. لكن ما يقوم به الآن النقيب هو الأسوأ على مر تاريخ النقابة فالرجل باع الصحفيين لجماعة الإخوان بأبخس الأسعار، وقلعة الحريات فى مصر التى شهدت أياماً وليالى كثيرة تقاوم الفساد والطغيان باتت عبئاً كبيراً على جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنهم كانوا من أوائل الذين استخدموها فى الدفاع عن قضيتهم وشهدت النقابة بتاريخ حافل من الدفاع عنهم، فى الوقت الذى كانت تهان كرامتهم وتداس آدميتهم.. ويكون أول رد للجماعة الآن هو محاولة تحويل قلعة الحريات فى مصر إلى ناد اجتماعى يهتم فقط بتقديم خدمات حتى باتت هى الأخرى فى خبر كان. كنت أتوقع من السيد نقيب الصحفيين أن يخرج علينا بعد لقائه مع الرئيس محمد مرسى الذى يضيق ذرعاً بأي نقد ولا يحتمل أى انتقاد له، ويعلن أنه طالب الرئيس بالتراجع عن سياسة القمع التى تمارس ضد الإعلاميين خاصة المعارضين لسياسة الجماعة.. وكيف يفعل ذلك نقيب الصحفيين وهوواحد من الجماعة التى تقوم أفرادها بالسمع والطاعة وتطبيق البيعة؟ يا نقيب الصحفيين، النقابة ليست ملكاً لجماعة الإخوان، وأنت نفسك طالما تشرفت بأن تنال شرف أن تكون نقيباً للصحفيين، أصبحت غير «مملوك» للجماعة ولا أهدافها، أنت تمثل جموع الصحفيين بلا استثناء وحقوقهم باتت واجبة فى رقبتك وأول هذه الحقوق هى عدم التعرض لحريتهم، فنقابة الصحفيين ستظل هى قلعة الحريات ولن تقبل بأى حال من الأحوال أن ينال أحد من حرية الصحفيين أو تعريض أقلامهم للكسر.. يانقيب الصحفيين المتخاذل ضد الهجمة الحالية على الإعلام المصرى، إذا كنت تتصور أن النقابة هى فرع من فروع مكاتب «الجماعة» فأنت واهم.. النقابة قلعة مصرية ترعى الحريات وتدعم الفكر وتحمى القانون وحقوق الإنسان..ومثل النقيب الحالى لا مكان له فيها، فالصحفى الذى يرضى بأن تتعرض حرية الصحافة للمهانة والخطر، ويسعى إلى تكميم الأفواه، خسارة فيه أن نطلق عليه صحفى.. أما إذا كان نقيباً ويسعى فقط إلى تنفيذ تهديدات جماعته.. فهذه هى الكارثة بعينها.. ونعلنها صراحة بأننا لا نعترف به نقيباً ولا حتى صحفياً.