جدو جمال صديقى وجارى مهندس و ضابط عظيم سابق فى الجيش المصرى, خدم بالقرب من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر تخصص فى كشف الاسلحة والمتفجرات وله من التاريخ والذكريات الخبرات التى تستمع بالانصات اليها, دعانى لصلاة العشاء والتراويح معه فى مسجد الشربتلى مساء الثلاثاء الماضى, وأقلنا الى هنا نجله المهندس ايمن والذى يجمع مابين الملامح المصرية والتركية , وأخبرنى عن وجود مسجدين باسم الشربتلى الاول حسن الشربتلى والآخر فاطمة الشربتلى والمسجدان بالتجمع لشخصين توفاهما الله من عائلة واحدة .ووصلنا الى مسجد حسن الشربتلى ووجدنا الدنيا مزدحمة والامن ملتف حوله ونزلنا من السيارة لنجد امن الداخلية فى انتظارنا بالخارج ولاول مرة نسمع من ضباط الامن اعتذارا عن الازعاج لان الرئيس د. محمد مرسى سوف يصلى العشاء والتراويح هنا.ودخلنا المسجد انا واللواء جمال اما ابنه المهندس ايمن ذهب بعيدا قليلا ليجد مكانا للسيارة .وفى المسجد المزدحم لم يجد جارى الكبير مقعدا للصلاة. وبخبرة عسكرية وجدته ينقض على شاب مرتدٍ بدلة سوداء.ويقول له، انت جالس ليه يا ابنى قوم وشوف شغلك ،،وبالفعل قام الشاب مبتسما فظهرت أسلحته الشخصية معلقة على وسطه.وبمجرد علم المصلين أن رئيس البلاد سوف يصلى العشاء والتراويح معهم اخذوا يسألون ضباط الحراسة هل هذا صحيح .ولاول مرة وجدنا الامن يجيب وببساطة فعلا الرئيس سيصلى هنا وسيدخل من هنا .وربما يشعر الناس بهذا الحدث الذى لم يكن يحدث فى زمن المخلوع المحبوس الا فى الاعياد وفى مساجد شرم الشيخ طبعا. ورغم ان الناس فى المسجد شعرت أن شيئا جديدا يحدث إلا أن التأخير عن موعد اقامة الصلاة بنحو يقترب من 15 دقيقة اخرى غير الزمن المحدد ازعج المصلين وبدات الاصوات تعلو الى ان حضر الرئيس وبدأت الصلاة. إلا ان شكل افراد وضباط الحراسة داخل المسجد كان مزعجا ولافتاً وفى هذا لايجب ان يكون الرئيس مغلوبا على امره .وان تعلو كلمة الامن على كلمته.ومنظر الحراسة المحيطة بالرئيس فى السجود والركوع كان شكلا مخالفا لقدسية المسجد وروحانية الصلاة وايضا يخرج المصلون عن خشوعهم وتركيزهم فى الصلاة.ولكن ومما لاشك فيه ان صلاة الرئيس وسط الناس كأى عبد من عباد الله شىء جديد على الناس ويشعرهم ان حاكمهم منهم ويصلى معهم فيشعر بهم ويسعى لحل مشاكلهم وايضا يربى فى النشء روحا جديدة تربطه بالحاكم وتربط الحاكم به. ولكن اللافت ان الرئيس يصلى فى العديد من مساجد البلاد وربما يكون هذا بل مؤكدا انه تقليد لم نعرفه وربما يدخل فى برنامج يشبه برامج العلاقات العامه وهذا حقه وحق الجماعة التى تقف خلفه. ولكن الشعب سوف يكون سعيدا اذا كان فعل الرئيس غير مزعج او مقلق وخاصة فى مواكب الحراسات التى ترافقه. وأجزم بل شاهدت موكبا منها. وبالفعل كان مختلفاً قليلاً عما كان يفعله المخلوع المحبوس. موكب الرئيس مرسى يضم مالا يقل عن 10 سيارات بينها سيارتان لكشف المتفجرات والاسلحة والباقى للحراسات والامن.وكنا نرى فى الماضى موكبا لايقل عن 40 سيارات وتعطيلا للطرق والمواصلات. وهذا يجعلنى أتذكر بعضا مما رأيته فى بعض بلادنا العربية فقد رأيت حكاما يقودون سياراتهم للوصول الى المساجد او الوصول الى اماكن غير قصور الرئاسة.والامثلة كثيرة واشهرها الشيخ زايد رئيس الامارات رحمه الله وايضا حاكم قطر الآن والرئيس السودانى عمر البشير.وحدثنى زملاء واصدقاء وايضا نرى فى الاخبار رؤساء وحكام فى بلدان كثيرة يقودون سياراتهم وبعضهم يركب دراجة ويذهب الى محلات «السوبر ماركت» ويشترى حاجاته.بل ورأينا رؤساء امريكا يذهبون الى المطاعم ويأكلون ويحاسبون على وجباتهم فقط. الحقيقة نقولها للرئيس اذا اردت ان تقترب اكثرمن الناس ان تتحلل قليلا من الامن.وتتعامل مع الناس ببساطتك كما فتحت «الجاكت» فى التحرير وطبعا الحامى هو الله ومحبة الناس.واتمنى الا تغرق فى بحور الامن التى تخيف الرؤساء وتصنع الفراعين ؟!