قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تقف موقف المتفرج ولن تنظر بإيجابية إذا ما شرع حزب العمال الكردستاني الانفصالي وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري ضم تشكيلات أخرى إليهما. وأضاف أردوغان خلال حديثه إلى الصحفيين قبيل مغادرته إلى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في حفل افتتاح دورة ألعاب أولمبياد لندن 2012 التي ستنطلق غدا الجمعة، أنهم لن يسمحوا بأي حال من الأحوال لوجود معسكر ل"منظمة إرهابية" شمالي سوريا، ولن يسمحوا لها أن تصبح عنصر تهديد لتركيا، مشيرا إلى أن القوات المسلحة التركية وغيرها من الوحدات الأخرى المعنية بهذا الأمر تقوم حاليا بعمل ما يجب عليها في إطار إتخاذ التدابير اللازمة حيال هذا الموضوع. وتابع أردوغان إنه من الخطأ السعي إلى تشكيل مجلس وطني كردي سوري، لأن هناك مجلس وطني سوري يترأسه أخوة أكراد، على حد قوله، مضيفا أن تركيا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولا ترغب في اندلاع صراع مذهبي عرقي في سوريا، مشيرا إلى أن شمال سوريا منطقة فيها أتراك وعرب وليست قاصرة على الأكراد وحدهم. ودعا الجميع إلى الابتعاد عن أي عمل من شأنه التحريض أو الإثارة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لو تعين اتخاذ أي خطوات ضد المنظمة الإرهابية فإنهم سيتخذونها على الفور، في إشارة منه إلى حزب العمال الكردستاني الذي توصفه تركيا وأمريكا والإتحاد الأوروبي بالمنظمة الإرهابية. وأشار إردوغان إلى أنه سيوفد وزير خارجيته أحمد داود أوغلو إلى شمال العراق الأربعاء المقبل على أبعد تقدير، وذلك لنقل موقف تركيا وتقييمها للتطورات الأخيرة المتعلقة بالشأن السوري إلى كبار مسؤولي الإدارة الكردية. وعن السبب الذي دفعه إلى اتخاذ قرار بإيفاد وزير الخارجية إلى شمال العراق قال أردوغان "إنه يريد أن يوضح للمسؤولين الأكراد في شمال العراق أن تركيا تثق فيهم"، مضيفا أنه سيطلب منهم على لسان وزير خارجيته ألا يكونوا وسيلة لاتخاذ خطوات خاطئة في هذا الشأن. وفي سياق آخر ذكر أردوغان إن تركيا كل يوم تحرز تقدما في المجالات الرياضية، مشيرا إلى أن الأولمبياد الحالي يعد الأول من نوعه الذي يشهد مشاركة تركية بأعداد كبيرة من الرياضيين سواء على مستوى الفرق أو الألعاب الفردية، معربا عن ثقته الشديدة في إحراز الفرق التركية المشاركة في الدورة الحالية عدد كبير من الميداليات والجوائز مقارنة بالدورات السابقة.