يعلن مجلس الشورى خلال أيام أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية، فى محاولة للسيطرة على الصحف وإلزامها بعدم الخروج على النص، خاصة أن معظم أعضاء المجلس من الإخوان والسلفيين، وكانت الصحافة قد تعرضت لهجمات شرسة فى محاولة لتكميمها من تيارات الإسلام السياسى، ومنهم من يطالب بقطع أيديهم وألسنتهم كما جاء على لسان خطيب مسجد الاستقامة فى الجيزة والذى لم يكتف بذلك بل طالب بالحجر على الصحفيين والاعلاميين لأنهم وحسب وصفه سفهاء يريدون أن يذهبوا بالناس بعيدا عن مسيرة الحق. ومنهم من وصف بعض الاعلاميين بالمأجورين وأنهم يعملون على ترهيب الشعب من الاسلاميين . وذهب آخرون الى أبعد من ذلك، فالداعية الاسلامى وجدى غنيم طالب الرئيس مرسى بإعدام الاعلاميين ووصفهم بأنهم كلاب تعوى ليل نهار ولايستهان بها . وكانت بداية الحملة الموجهة ضد الصحافة والاعلاميين قد صدرت من مرشد الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع الذى وصف الصحفيين بأنهم سحرة فرعون. أشار نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد الى أن الحملة التى يشنها الإخوان والتيارات الدينية على الصحفيين الى حد السب والقذف والتجريح لمن يخالفهم فى الرأى. وتشكيل ميلشيات على مواقع التواصل الاجتماعى للسب والتجريح، ليس له دلالة سوى تخويف وإرهاب الصحفيين . وطالب الكاتب الصحفى صلاح عيسى نقابة الصحفيين بالتصدى لهذه الحملات. وأوضح أن النقابة لديها من السبل ما يكفل لها حفظ حقوق أعضائها، ومنها إلزام الصحف بعدم نشر أخبار من يهاجمون الصحفيين وأن يتم نشر نيجاتيف لصورة المصدر بدلا من صورته الى جانب اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الذين يسبون الصحفيين بدلا من اللجوء الى الطرق والاجراءات المعروفة من إرسال تصحيح أو توضيح للصحيفة بهدف تصويب الخبر أو تصحيحه أو نفيه ، وكذلك الشكوى للمجلس الاعلى للصحافة أو رفع دعوى قضائية بدلا من سياسة السباب والتهديد والوعيد. وضرب مثالاً بأن نقابة الصحفيين أصدرت فى الثمانينيات قرارا بعدم نشر صور وزير الداخلية زكى بدر، وكان يتم نشر «النيجاتيف» بعد تطاول الوزير على الصحفيين وعدم التزامه بالاسس المرعية فى التعامل مع الصحفيين، وأضاف: كل هذا الهجوم على الصحافة والصحفيين والاعلاميين ليس له غرض سوى الترهيب و الوعيد وتكميم الافواه، فبدلا من اتباع الطرق القانونية من رد وتصحيح و التقدم للمجلس الاعلى للصحافة أو نقابة الصحفيين ضد أى تجاوزات ، يلجأ هؤلاء الى السباب و الوعيد والترهيب فى تصرفات غير مفهومة و لا مبرر لها، و عن الغرض من الحملة التى تشنها هذه التيارات على الصحافة والصحفيين، أوضح «عيسى» أن هذه التيارات يضيق صدرها من النقد و تهدف الى مثل هذه الاساليب رداً على نقدها. وطالبت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس تحريرجريدة الأهالى بعقد مؤتمر عام لمناقشة المادة التى تخص اللجنة المشكلة من مجلس الشورى لوضع الضوابط و المعايير التى وضعتها لاختيار القيادات الصحفية وكذلك وضع الصحف القومية. كما طالبت بتحرير الصحافة من قبضة الاخوان الذين يمارسون نفس سياسة و أساليب الحزب الوطنى. وأشارت الى الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الصحافة و الصحفيون من جانب الإخوان المسلمين وممثليهم و المنتمين اليهم و التى تهدف الى الترهيب و اخضاع الصحف القومية لهيمنة الاخوان. وأشار الكاتب والمفكر سعد هجرس الى أنه منذ صعود الإخوان للحكم، يشهد الاعلام حملة شرسة، وأن الهدف منها الهيمنة على الصحف، خاصة القومية. ونبه «هجرس» الى ان ثورة يناير، كانت الحريات مطلباً أساسياً من مطالبها، وحرية الصحافة جزء من هذه الحريات، وعلى الجميع أن يدرك ذلك. وأضاف أن الصحف القومية ليست ملكا للانظمة والحكام ولكنها ملك للشعب. وطالب هجرس الجماعة الصحفية بالتوحد وعدم الالتفات الى دعوات التفرقة والفتنة بين جموع الصحفيين.