قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية ان لندن تحولت الى ثكنة عسكرية، مع الاستعداد لانطلاق الاولمبياد بعد غد الاربعاء، فقد تم نشر الجنود فى كل مكان واستعدت الطائرات ونصبت الصواريخ، وكانت البلاد فى حالة حرب. والحقيقة ان هناك مخاوف كبيرة من اخطار محتملة خلال الدورة، والحكومة تتعامل مع أي مصدر قلق باستعراض للقوة. واضافت الصحيفة انه تم نشر أنظمة صواريخ مضادة للطائرات في ستة مواقع مختلفة حول مجمع "أولمبيك بارك" الرياضي. وفي مطلع مايو الماضى، وفي حادثة هي الأولى من نوعها، رست أكبر سفينة حربية بريطانية في نهر التايمز. وتحمل السفينة مروحيات، وستستخدم خلال الدورة الأولمبية كمركز لوجستي (لنقل الجنود وتموينهم) في النهر. وفي قناة "ويماوث" الإنجليزية حيث سيتنافس أبطال سباقات اليخوت على الميداليات الأولمبية، ستقوم سفينة حربية أخرى بدورية حراسة حاملة على متنها مقاتلات من طراز "تايفون" ومئات الجنود. ويسعى رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن "سيباستيان كو" لتحقيق نوع من "التوازن"، وأوضح أن آلاف الزائرين الذين سيتوافدون على لندن من مختلف أنحاء العالم خلال الأولمبياد يجب أن لا يشعروا أنهم في "مدينة محاصرة.. أريد أن يشعروا أنهم في مدينة تعيش أجواء احتفالية". رفض للإجراءات ولكن الكثيرين في لندن غير مقتنعين بهذا الكلام، ويعتبرون ان هذه الإجراءات غير مقبولة بكل بساطة". وتطبق السلطات الأمنية في لندن أقصى درجات الحذر، فخلال فترة الاستعداد لأولمبياد لندن تم اعتقال عشرة أشخاص يشتبه في كونهم "إرهابيين"، غالبيتهم لاعبون صغار. واشارت الصحيفة الى ان السلطات الأمنية لا تترقب "الإرهابيين" فحسب، فقد بدأت شرطة "سكوتلنديارد" ما أطلقت عليه عملية "بوديوم" في جهد خاص لضبط مزوري التذاكر وعمليات النصب الأخرى، وتم اعتقال محتال مطلع مايو الماضي أراد بيع تذاكر حفل ختام الأولمبياد بكميات كبيرة لأطفال المدارس. وهناك أيضا المخربون الذين أشعلوا الحرائق في أحياء كاملة ونهبوا العديد من المحال التجارية العام الماضي خلال أعمال الشغب التي اجتاحت لندن، وتسعى الشرطة جاهدة لمنع هؤلاء من استغلال الأولمبياد كمنبر لأعمالهم. وخلال الأسابيع الأخيرة، أصبحت أنباء اعتقال أفراد العصابات الحضرية متداولة كثيرا. تهديد حقيقي كل هذه الاعتقالات إلى جانب التواجد الأمني المكثف، تؤكد أن الأولمبياد يواجه تهديدا حقيقيا، فبحسب رئيس الاتحاد الأولمبي البريطاني اللورد "كولين موينيهان" يمكن لشخص واحد إفساد العرس الأولمبي بأكمله، فالأمر "لا يحتاج لأكثر من أحمق واحد". وبالنسبة لغالبية سكان لندن البالغ عددهم ثمانية ملايين، ما زالت أحداث 7 يوليو 2005 حاضرة في أذهانهم، ففي ذلك اليوم وقعت تفجيرات في قطار أنفاق لندن وفي حافلة بطابقين بمنتصف اليوم. وسالت دماء كثيرة في ذلك اليوم، حيث لقي 52 شخصا مصرعهم وتعرض آخرون لإصابات خطيرة. ومنذ اختيار العاصمة البريطانية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في سنغافورة، تعمل الحكومة البريطانية واللجنة المنظمة للأولمبياد بشكل دؤوب وتحاول اختبار كل إجراءات الطوارئ التي قد تخطر على البال. فخلال الحدث، سيحتاج عشرة آلاف لاعب رياضي و20 ألف صحفي وأكثر من ثمانية ملايين متفرج وملايين آخرون من الزائرين، إلى الحماية.