عادت الصحفية المصرية شيماء عادل إلى أرض الوطن بصحبة الرئيس محمد مرسى، ورغم أن محاولات احتجازها فى السودان غير معروفة السبب الحقيقى حتى الآن، إلا ما تم إعلانه من الجانب السودانى بأن الزميلة «شيماء» لم تكن تحمل ما يفيد بأنها صحفية، وهذا مبرر لا يقبله العقل أو المنطق، وعملية احتجازها بالسودان تحتاج الى تفسيرات أكثر من ذلك.. صحيح أن الزميلة عادت إلى القاهرة بصحبة الرئيس وهذا جهد له لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله، وأن الزميلة توجهت إلى مقر إقامة الرئيس فى أديس أبابا، وتناولها الإفطار معه، دليل على لفتة إنسانية كريمة وموقف نشيد به ونسعد به.. لكن يبقى هناك جانب خفى لم يتم الكشف عنه أو إظهاره، وهو ما قام به حزب الوفد قبيل وصول الرئيس مرسى إلى أديس أبابا ولقائه بالرئيس السودانى عمر البشير، لقد قام حزب الوفد ورئيسه الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الوفد، بدور رائع وجميل عندما خاطب الجهات السودانية المختلفة بضرورة الإفراج عن الزميلة شيماء عادل.. وناقش «البدوى» مع الدكتور نافع على نافع، مساعد الرئيس السودانى ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، وطالب بضرورة الإفراج الفورى عن الزميلة الصحفية «شيماء» ووعد «نافع» بقرب الإفراج عنها،وكذلك أعلن السفير السودانى فى مقر الوفد خلال لقائه مع «البدوى» بأن الإفراج عن الزميلة بات وشيكاً، وأن سبب احتجازها أنها لم تكن تحمل معها ما يفيد شخصيتها.. ما فعله حزب الوفد ورئيسه ليس جديداً على الدور الوطنى الدائم الذى يقوم به حزب الوفد، على مر تاريخه الطويل منذ سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين وانتهاء بالبدوى، فالوفد دائماً مهموم بمشاكل الوطن وأبنائه فى الداخل والخارج... فقد حمل الحزب على كاهله هموم الوطن ومشاكل المواطنين، يسعى بكل ما أوتى من سبل وطرق إلى رفع المعاناة عن أصحابها.. وبما أن هناك علاقة وطيدة وتاريخية بين حزب الوفد ودولة السودان الشقيق فقد استجابت السلطات السودانية لطلب الدكتور السيد البدوى وقررت الافراج عن الزميلة شيماء التى عادت مع الرئيس مرسى إلى أرض الوطن. ولحزب الوفد اتصالات كثيرة مع عدة دول لبحث مشاكل المصريين بها، للوصول الى حلول بشأنها، والشىء بالشىء يذكر، أتذكر دور حزب الوفد الرائع عندما توجه الحزب بوفد مصرى كبير الى الشقيقة السعودية ولقائه بالمسئولين السعوديين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد الأزمة العابرة التى وقعت بين البلدين بسبب المحامى المصرى أحمد الجيزاوى الذى لايزال محتجزاً هناك.. وكذلك المبادرات الشعبية العظيمة التى قادها حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوى فى أفريقيا وتوطيد العلاقات المصرية مع دول حوض النيل، وإزالة الجفاء الشديد الذى خلفه النظام المصرى البائد، مما تسبب فى مشاكل كثيرة حول حصة مصر من مياه النيل. الذى دفعنى أن أعدد مواقف حزب الوفد الوطنية الرائعة والرائدة، أن هناك قلة تحاول أن تنال من الحزب، وتنتقص من أدواره التى يقوم بها فى خدمة الوطن والمصريين، وإذا كان الوفد الذى يعمل بدون انتظار شكر من أحد لأنه يؤدى دوره الوطنى وواجبه الذى تمليه عليه واجباته، فإنه من باب أولى أن يعرف الناس دور الحزب الرائد فى كافة المجالات، وحرصه الشديد على المواطن المصرى الذى هو أغلى شىء فى الوجود.. ولا أحد ينكر على الاطلاق الدور الوطنى الذى لعبه حزب الوفد بشأن المصريين الذين تعرضوا للقتل وعودة نعوشهم الطائرة من بغداد فى مطلع التسعينيات.. وأذكر فى هذا الصدد الرسائل العظيمة التى وجهها الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين إلى النظام العراقى بوقف كل أعمال العنف ضد المصريين، كذلك الرسائل الموجهة إلى الرئيس السابق حسنى مبارك، بوقف كل المهازل التى يتعرض لها المصريون. هذا هو قدر حزب الوفد وهذه مسئوليته الوطنية ولا ينتظر جزاء ولا شكوراً من أحدو فرسالته الوطنية تفرض عليه هذا.. وحمداً لله على سلامة الزميلة شيماء عادل التى عادت إلى أحضان الوطن سالمة.