توسعت دائرة الاشتباكات في العاصمة السورية مساء اليوم الاثنين بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر لتطال جزءا كبيرا من احياء العاصمة، في تطور اعتبره المرصد السوري لحقوق الانسان نقلة نوعية في المعارك. وحصدت اعمال العنف في سوريا اليوم الاثنين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، 67 قتيلا بينهم ما لا يقل عن 21 من القوات النظامية اثر اشتباكات في محافظات حلب وحماة ودمشق ودرعا وادلب، بينما قتل اربعة منشقين في اشتباكات في ريف درعا ودير الزور وريف حلب وحمص. إلى ذلك قتل 42 شخصا هم 32 مدنيا و10 من المقاتلين المعارضين، توزعوا بين سبعة في دمشق بينهم ثلاثة في حي الميدان احدهم مقاتل معارض، وقتيلان في حي نهر عيشة، وقتيلان في حي التضامن. وفي محافظة حمص "وسط" لفت المرصد الى مقتل 11 شخصا بينهم خمسة منهم ثلاثة اطفال اثر القصف الذي تعرضت له مدينة الرستن والقرى المحيطة بها، ومدنيان في تلبيسة، واربعة في مدينة حمص هم مدني وثلاثة مقاتلين معارضين. وفي محافظة حماة "وسط" قتل 11 مدنيا بينهم عائلة مؤلفة من سيدة وثلاثة اطفال إثر سقوط قذيفة على منزلهم في حي الحميدية. وفي محافظة حلب "شمال"، قتل مدني على طريق الباب، وخمسة مقاتلين معارضين خلال اشتباكات في مدينة جرابلس. وفي محافظة ادلب "شمال شرق" قت مدنيان، بالاضافة الى مقاتل خلال اشتباكات على اطراف بلدة سلقين. وفي محافظة دير الزور "شرق"، قتل مواطن إثر اصابته برصاص قناص في حي القصور في مدينة دير الزور. واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات في دمشق تحمل "تهديدا واضحا للنظام". واضاف: "انها المرة الاولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان" القريب جدا من وسط العاصمة. وتمددت الاشتباكات مساء لتصل الى حي العسالي وشارع خالد بن الوليد واحياء جوبر والقابون وبرزة وكفرسوسة. ولفت المرصد الى ورود معلومات عن استخدام دبابة في قصف حي التضامن، بالاضافة الى وجود دبابة امام مخفر الميدان اطلقت قذيفة، مضيفا ان الاشتباكات امتدت الى بلدة زملكا في ريف دمشق شرقا. في المقابل، ذكرت وكالة الانباء الرسمية "سانا" ان الجهات المختصة تلاحق مجموعة ارهابية مسلحة في نهر عيشة بالقرب من الميدان فرت امس من حي التضامن. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة دمشق احمد الخطيب لفرانس برس ان حيي الميدان والتضامن خرجا عن سيطرة القوات النظامية، مضيفا ان الجيش يقصف هذين الحيين من الخارج. وشرح الخطيب ان المنطقتين تتالفان من ازقة ضيقة، ويصعب بالتالي على الجيش دخولهما، مؤكدا ان النظام بات في موقع دفاعي. وقال ناشط من حي التضامن قدم نفسه باسم جاكوب حسين "انها بداية النهاية"، مضيفا ان النظام حاول ان يضع حدا للثورة في دمشق عبر الهجوم على حي التضامن، لكن عوض ذلك، امتدت المعارك الى احياء عدة في العاصمة. واحتجاجا على العملية العسكرية، افادت لجان التنسيق المحلية في بيان مساء الاثنين ان "تظاهرة حاشدة خرجت من مسجد الدرويشية خلف القصر العدلي وسط العاصمة تهتف لاحياء التضامن والمخيم ونهر عيشة وتطالب برحيل الاسد. كما اغلق متظاهرون غاضبون طريق دمشق درعا الدولي في منطقة نهر عيشة،احتجاجا على العملية العسكرية. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان قوات الامن اغلقت جميع الطرق المؤدية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى العاصمة.