قالت صحيفة" نيويورك تايمز" الامريكية ان وزيرة الخارجية الامريكية "هيلارى كلينتون" التى تزور مصر حاليا، ارادت توصيل رسالة غير معلنة لمصر، وهى ان امريكا تدعم بقوة الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور "محمد مرسى" رئيس الجمهورية. واضافت الصحيفة ان "كلينتون" التى ألتقت بالرئيس الاسلامى المنتخب "محمد مرسى" ، وبالمشير "محمد حسين طنطاوى" رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ، اكدت على نقطة مهمة جدا ، وهى ان ادارة الرئيس الامريكى "باراك اوباما" تؤيد الانتقال الكامل للحكم المدنى ، وكل ما يتطلب ذلك من اجراءات ، الا انه بعد اسابيع من النقاش الداخلى فى ادارة "اوباما" حول كيفية الرد على الصراع الدائر بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكرى ، اكتفت "كلينتون" بالتلميح بقولها " ان الادارة الامريكية تتطلع لدعم وتأييد عودة الجيش الى دوره الرئيسى فى حفظ الامن القومى" . رسالة تاريخية وقال مسئولو وزارة الخارجية الامريكية ، ان المقابلة مع "محمد مرسى" فى حد ذاتها حملت رسالة تاريخية، فقد جلست "هيلارى" في غرفة مزخرفة في قصر الرئاسة بمصر، وهى مبتسمة امام الكاميرات وتبادلت المجاملات مع الرئيس "محمد مرسي" المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وهو إسلامي سجن أكثر من مرة من قبل النظام الاستبدادى السابق المدعوم من الولاياتالمتحدة والذى اطيح به قبل 18 شهرا. وقالت الصحيفة ان "كلينتون" أصبحت أعلى مسؤول فى الولاياتالمتحدة يلتقى بالرئيس "مرسي" ، أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر ، منذ ادائه اليمين الدستورية قبل اسبوعين. مخاوف امريكية واوضحت الصحيفة ان "هيلارى" حاولت بشكل غير معلن دعم "مرسى" فى نضاله من اجل استعادة السلطة من الجنرالات ، واستخدمت الوزيرة الامريكية لهجة هادئة فى ذلك ، حيث رأى مسئولو وزارة الخارجية ان الوزيرة لجأت الى هذا الاسلوب نظرا لعدم وضوح الرؤية حتى الان فى مصر وان المحاولات الامريكية للتوسط يمكن ان تكون غير مجدية ، خصوصا ان معظم اللاعبين فى الساحة المصرية لديهم شكوك فى الدوافع الامريكية وبالتالى فأن اى موقف امريكى معلن يمكن ان يثير ردود فعل شعبية. دعوة للتوافق وبدلا من الدعوة بشكل مباشر الى تسليم فورى للسلطة ، كما فعل المسئولون الامريكيون من قبل، فضلت "هيلارى" بدلا من ذلك الدعوة الى بناء توافق فى الاراء عبر الطيف السياسى المصرى ، وقالت عقب لقائها "مرسى" فى تصريح مقتضب تعقيبا على قرار المجلس العسكرى بحل البرلمان وانتزاع سلطاته :" انه لابد من توافق جميع الاطراف من اجل العمل على وضع دستور جديد وبرلمان لحماية المجتمع المدنى وعلى الجميع ان يحترموا الدستور الجديد وان يؤكد الجميع على السلطة الكاملة لمؤسسة الرئاسة . ونقلت الصحيفة عن مسئولى الخارجية الامريكية :" ان "كلينتون" نقلت نفس الرسالة الى المشير "طنطاوى" خلال لقائها معه". واكدت الصحيفة ان الهدف هو ألا تخرج العملية الديمقراطية عن مسارها ، وألا يتطور النزاع بين الرئيس والجنرالات الى ماهو أسوأ ، حيث ترفض امريكا ان يسيطر الجنرالات على التشريع وان تظل المحاكم تتدخل فى السياسة. ورأت الصحيفة ان لهجة الوزيرة الامريكة كانت اكثر ليونة ، من موقف الخارجية الامريكية عندما قرر المجلس العسكرى حل البرلمان ، حيث طالبت الخارجية الامريكية وقتها المجلس العسكرى بضرورة الوفاء بتعهداته بتسليم السلطة . البرجماتية والمثالية وقالت الصحيفة ان زيارة "كلينتون" تعتبر انتصارا للبراجماتية على المثالية وهو المنهج الذى تتبعه ادارة اوباما . واوضحت الصحيفة ان هيلارى اضطرت لتغيير خطابها المزمع ان تلقيه فى الاسكندرية حول الديمقراطية ، الاثنين، ثلاث مرات ، بسبب المتغيرات المتواصلة على الساحة المصرية. وتحدثت الصحيفة عن المظاهرات التى اندلعت امام الفندق التى تقيم به "كلينتون" بالقاهرة ، وعن حديث البعض من العلمانيين عن تحالف امريكا مع جماعة الاخوان المسلمين . وقالت الصحيفة انه حتى الان لا توجد مؤشرات على الادارة الامريكية ستشترط تحقيق الديمقراطية وتسليم السلطة من اجل تمرير المساعدات المالية لمصر والبالغة 1,5 مليار دولار ، حيث ينتظر الكونجرس رأى الخارجية الامريكية فى ذلك. وختمت الصحيفة بأن الولاياتالمتحدة متشككة فى المجلس العسكرى ، ولكنها ربما لا تلوح بوقف المساعدات كما انها متشككة فى الاخوان المسلمين ، ومن هنا فأنها لم تحدد بعد استراتيجية واضحة للتعامل مع مصر ، ولكن هناك امران سيكون لهما الحسم وهما أمن اسرائيل ومصالح واشنطن المباشرة بالمنطقة.