واصلت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى السعودية بالتحليل والتعليق. قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن اللقاء الذي جمع بين محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والعاهل السعودي الملك عبد الله. يفتح حقبة جديدة تؤكد عزم الاثنين على تنحية عداوتهما الأيديولوجية العميقة لصالح مصالح متبادلة واقعية. واضافت أن اللقاء الذي جمع بينهما كان مشحونا بالرمزية. ونقلت عن دبلوماسيين غربيين ومصريين، قولهم إن النظام الملكي السعودي هو يأتي في قلب النظام الاستبدادي الذي ساد في أنحاء الشرق الأوسط الاستبدادي، وكان الحليف الوثيق للرجل القوي السابق في مصر حسني مبارك، وهو نفسه النظام الذي دفع بكل قوة في واشنطنوالقاهرة من أجل حشد التأييد لحكومته، وبعد ذلك حمايته من المحاكمة. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن محمد مرسي يدين في انتخابه إلى الانتفاضة الشعبية التي حطمت في النهاية النظام القديم، والذي كافح الإخوان المسلمون لعقود لتغييره. ونوهت بأن جماعة الإخوان المسلمين عارضت النظام السعودي باعتباره أداة منحطة ومنافقة وغير ديمقراطية للمصالح الغربية في المنطقة. واشارت إلى أنه رغم تأسيس الحركة في مصر، فإن لديها فرعاً كبيراً تحت الأرض في السعودية، رغم الحظر القانوني على وجودها والعداء العميق من حكام المملكة. وأكدت نيويورك تايمز ان مصر في أمس الحاجة إلى الدعم المالي السعودي لتجاوز أزمة اقتصادية ناجمة عن 18 شهراً من الاضطراب، و في شهر مايو الماضى أودعت السعودية مبلغ مليار دولار في البنك المركزي المصري كوديعة من اجل مساعدة البلاد على البقاء واقفة على قدميها حتى تتمكن من العمل على وضع مقترح لحزمة قروض تصل الى 3.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وتعهدت السعودية بتقديم المزيد. ويعتقد أن مصر في حاجة إلى نحو 9 مليارات دولار لتفادي كارثة اقتصادية. كما أن المملكة توظف مئات الآلاف من المصريين، وبينهم أحد ابناء مرسي الذي يعمل طبيبا للمسالك البولية، والذين تمثل تحويلاتهم المالية إلى الوطن دعما كبيرا للاقتصاد المصري. واشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك لا تزال توجد نقاط خلاف تمثل احتكاكاً يهدد بتعقيد العلاقة ، فالسعودية تحتجز في سجونها المحامي المصري، أحمد الجيزاوى الذى كان سببا رئيسيا فى توتر العلاقات مؤخرا بين البلدين، حيث اعتقلته السعودية قبل ثلاثة أشهر بتهمة تهريب عقاقير مضادة للاكتئاب ، كما ان الوقت قد حان بالنسبة للسلطات المصرية للاهتمام د باقامة دعاوى قضائية تطالب بالافراج عن المصريين الآخرين المحتجزين دون توجيه اتهامات لهم ، وسيكون الافراج عن احمد الجيزاوى وعودته لمصر ، دفعة شعبية قوية للرئيس المصرى مرسى ، وذلك حال نجاحها فى ذلك . وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن السعودية تحتاج إلى مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان وموطن أكبر جيش عربي، وكلا البلدين حريص على مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. ونوهت بأن السعودية التي تهيمن على دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد طرحت فكرة ضم مصر كعضو مساعد فى مجلس التعاون من اجل المساعدة في شراكة تصل الى التحالف العسكري. وأضافت أن الأكثر من ذلك هو أن النظام الملكي السعودي يتخوف من أن الإسلاميين في القاهرة ربما يمارسون بشكل محتمل نفوذا تخريبيا لدعم حلفاء الإخوان داخل المملكة. ونقلت عن رائد قرملي، وهو سفير في وزارة الخارجية السعودية، قوله «عزز الاجتماع العلاقة القوية والصلبة بين مصر والسعودية، فضلا عن أهمية كل بلد إلى الآخر». من ناحية أخرى، قالت وكالة رويترز للأنباء إن الاستقبال الباهر من جانب المملكة العربية السعودية بادرة يرى فيها المحللون انها تشير إلى أن المملكة أغنى الدول العربية مستعدة لتنحية التوتر القديم جانبا من أجل التعامل مع الرئيس الاسلامي الجديد. ونوهت بأن الرياض تعتبر الجماعة منافسا فكريا يتبنى مذهبا سياسيا نشطا تخشى أن يزعزع استقرار حلفائها ويثير الشقاق داخل المملكة، غير أن انتخاب مرسي لم يترك أمام السعودية من خيار يذكر سوى محاولة مد يدها للرئيس الجديد. ونقلت عن محللين سعوديين، قولهم إن الاستقبال الذي أعده الملك عبد الله لمرسي يظهر أن المملكة مستعدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الاخوان المسلمين. وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي «الرسالة المقصودة هي انه لا مشكلة لدينا مع الثورة أو الاخوان ودعونا نواصل العلاقات الراسخة بين السعودية ومصر.» وقال حسين شبكشي وهو معلق سعودي آخر «أوضحت السعودية بشدة من خلال هذه الزيارة أن عهد مبارك انتهى وأنها فتحت صفحة جديدة مع زعيم مصر الجديد.» ونوهت الوكالة بأن السعودية اتخذت الخطوة الأولى نحو بناء علاقات جديدة مع مصر بتوجيه الملك عبد الله دعوة لمرسي لزيارة المملكة. ونقلت عن وسائل إعلام سعودية ان زيارة مرسي اعتراف من مصر بثقل السعودية الاقليمي.