(10 ملاعق شطة مطحونة ومثلها من الفلفل الأسود، يضاف إليها قليل من الماء وكثير من الخل، ويوضع الخليط كله في زجاجة بارفان فارغة).. بعد أن تزايدت حوادث "اختطاف الفتيات" في الفترة الأخيرة بسبب انتشار البلطجية وفرار السجناء في ظل غياب الشرطة؛ انتشرت حالة من الرعب والترقب بين الفتيات خوفا على أنفسهن من التعرض لمثل تلك الحوادث، الأمر الذي جعل كثيرات منهن يتخذن الحذر والحيطة أثناء خروجهن، في حين فضل البعض الآخر منهن تجنب الخروج من المنزل إلا في أضيق الحدود. لكن الأمر ازداد صعوبة مع عودة الدراسة في الجامعات والمدارس، فأصبح من الضرورة أن تذهب الطالبات إليهما والخروج فيما بعد للدروس الخصوصية؛ مما جعل كثيرات يتحولن من حالة الخوف وتجنب الخروج من المنزل إلى التفكير في مواجهة الموقف بشكل أكثر إيجابية، من خلال دفاعهن عن أنفسهن في حالة التعرض لأي خطر. اسبراي الغضب بعض الفتيات قررن التسلح ببعض وسائل الدفاع عن النفس حتى ولو كانت بسيطة ولكنها قد تفيد في وقت الشدة، من تلك الوسائل ما عرف ب"اسبراي الغضب" الذي تم وضع طريقة صنعه من خلال إحدى الفتيات على موقع الفيس بوك تحت عنوان (احمي نفسك بنفسك). وشرحت الفتاة مكونات صنع هذا الاسبراي المكون من (10 ملاعق شطة مطحونة ومثلها من الفلفل الأسود، يضاف إليها قليل من الماء وكثير من الخل، ويوضع الخليط كله في زجاجة بارفان فارغة) وتنهي وصفتها "وبالهنا والشفا في عيون أي واحد فاكر نفسه فالنتينو ولا يكون قليل الأدب". تلك الوصفة وجدت الكثير من التأييد والترحيب على صفحات الفيس بوك، حيث جاءت التعليقات على تلك الوصفة بأنها سهلة وبسيطة في مكوناتها وتجهيزها؛ في حين كثرت التعليقات التي تشجع الفتيات على الدفاع عن أنفسهن وعدم الاعتماد على الشرطة أو الاستعانة بالمارة. سلاح الباديكير "مبرد الأظافر" و"مقص الباديكير" كانا سلاح أخريات، وجدن فيهما أسلحة بسيطة تصيب الشخص الذي قد يواجههن بإصابات بسيطة تجعله ينشغل بنفسه وإصابته حتى يتمكنّ من الهروب أو الصراخ.. هذه الطريقة تفضلها نسمة محمد، طالبة بالثانوية العامة، والتي تذهب إلى مركز للدروس الخصوصية في حي مصر الجديدة وتضطر أن تعود منه ليلا. وبسبب ما تسمعه وتقرأه يوميا من حوادث اختطاف واعتداء على الفتيات في ظل غياب الشرطة قررت أن تدافع عن نفسها من خلال أدوات الباديكير. تقول نسمة: "على الرغم من أنها أدوات صغيرة وبسيطة إلا أنها حادة وتصيب مثل الأسلحة البيضاء كالمطواة أو السكين؛ ولأني أضطر إلى المشي في طرق هادئة وخالية من الناس أثناء عودتي من الدرس قررت أن أحمل في يدي شيئا صغيرا لا يمكن رؤيته بسهولة مثل مقص باديكير الذي يمكن أن يسبب جرحا لمن يتعرض لي". الكثرة تغلب البلطجية في حين اتجهت فتيات أخريات إلى الخروج بشكل جماعي حتى يكن عددهن كبيرا ولا يتمكن أحد من إعتراضهن بالطريق، ومبدأهن في ذلك أن الكثرة قد تغلب شجاعة أو قوة أي بلطجي يفكر في التعرض لهن.. مي محمد، طالبة بآداب عين شمس، تقول: "أفضّل أنا وزميلاتي اللائي يسكن بجواري في منطقة المطرية أن نجمع أنفسنا ونحن ذاهبات إلى الجامعة، خاصة أن المطرية من أكثر المناطق التي ينتشر بها البلطجية الآن، وكثير ما نسمع في الليل أصوات طلقات نارية مما يجعلنا في الصباح خائفات من الخروج، كما نفعل نفس الأمر عند عودتنا فنحرص على انتظار بعضنا البعض في حرم الجامعة حتى نعود سويا". أما مريم لمعي، مهندسة ديكور، فترفض أن تحمل شيئا يمكن أن تصيب به أحدا وتتسبب له في ضرر أو عاهة، لذلك قررت تجنب ركوب التاكسيات أو المشي بطرق هادئة وخالية من الناس، وتقول: "ألجأ في الفترة الأخيرة إلى ركوب مترو الأنفاق والمواصلات العامة وأتجنب الخروج ليلا بمفردي؛ ولا أحمل أداة للدفاع عن نفسي، لأنني أعلم أنني لن أتمكن من استعمالها إذا تعرض لي بلطجية". ...وأنت.. هل تفضلين إحدى هذه الطرق؟ أم لديك طرق أخرى؟