قال الكاتب الاسرائيلى "يوفيل برندشطر" إنه من الأفضل أن تتعامل حكومة إسرائيل مع الحدود المصرية، كما تتعامل مع حدود الضفة أى حدود حرب لأن نهج الاخوان معروف مسبقا لانها لم ولن تكون أيضا حدود سلام حارًا أو باردًا، لكنها حدود حرب والحدود الاسلامية كلها حدود "مقرفة" على حد تعبيره واضاف "برندشطر" فى مقاله "الصيف ليس يقينا" أن حدود سيناء تتطلب سيطرة جوية ورقابية ومنع مفعل لأى عملية ارهابية لكن الحكومة الاسرائيلية لم تفعل هذا، وآخذة فى احترام الحدود كأن شيئاً لم يكن حتى يحدث شىء ما، وأخيرا انتخبت مصر رجل الاخوان المسلمين "محمد مرسى" للرئاسة، كما فى ايران وتركيا وحماس وزعم أنه طبقا للديمقراطية الاسلامية يتم انتخاب رجل لمرة واحدة فقط. واضاف: "انه ليس هناك شك ان يناضل رئيس المجلس العسكرى الحاكم من اجل نفسه كما حدث فى ايران وتركيا وليبيا والعراق، وهذا ايضا مايحدث فى سوريا الآن ولكن فى نهاية المطاف عندما تكون اللعبة ديمقراطية والشعب اسلامى فيضطر المجلس الى الخضوع للاسلمة ففى تركيا الجيش الذى كان يعد بالمحافظة على ثورة "اتاتورك" خضع فى النهاية، وزعم: "انه فى مصر لم ياخذ هذا وقتًا لان الثورة لم تكن ثورة ديمقراطية على الطراز الاوروبى. واضاف أن اصعب شىء من الممكن ان يواجه السياسى هو معرفة مايفكر فيه العدو فحتى الان من الصعب توقع الخطوات القادمة لمصر، فلم يكن هناك من يتوقع ان "عبد الناصر" بعد حرب اليمن سيقرر شن حرب على اسرائيل فى 1967، لم يتوقع احد ان يختار"السادات" الحرب عام 1973 ومن كان يتوقع ان تحافظ عائلة "الاسد" على الهدوء فى الجولان طوال 30 عامًا. أما الآن فقد تغير الوضع للافضل فنحن نعلم الان ما يفكر فيه العدو بالتفصيل وبأى كتاب يقرأ ويستوحى افكاره. فقد قال "مرسى" وذكر "الخميني" وأعلن "نصر الله"، وصرح "هنية" إن الإسلام هو الحل. فلا توجد مشكلة او سؤال لم يوجد له حل فى "القرآن"، ونحن جميعا نعرف ماهي نوايا الرئيس المصري الجديد. ويقول "يورى افنيرى" الناشط الحقوقى الاسرائيلى ان الصراع الاسرائيلى المصرى ممكن ان يتحول الى نزاع دينى فمنذ بداية الربيع العربي استطاع الإسلاميون الوصول للسلطة بفضل الديمقراطية الجديدة، ولكن عندما فازت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التابعة لحركة الاخوان المسلمين بالانتخابات الديمقراطية التي راقبها العالم. تعرضت للتدمير من قبل القيادة اسرائيل وامريكا وأوروبا. واضاف أن الشهر الماضي فاز الاخوان المسلمون برئاسة الجمهورية في مصر، واستطاعوا التعايش مع الطغاة كامثال "عبدالناصر" و"السادات" و"مبارك" على الرغم من ان هؤلاء الحكام حاولوا القضاء عليهم، إلا ان الاخوان قد شهدوا طوال حياتهم التي تمتد الى نحو 84 عاماً الكثير من الصعود والهبوط، الا انهم استطاعوا ان يتمسكوا بمبادئ الدين، الامر الذي دفع الكثير من الناخبين لاختيارهم دون غيرهم من المرشحين العلمانيين المرتبطين بالفساد الذي اتصف به النظام السابق. واكد ان سلوكهم ذلك سينعكس على تعاملهم مع اسرائيل فكثير من المصريين يشعرون بعذاب الضمير لانهم يشعرون بأن الرئيس "انور السادات" خان الفلسطينيين واستطاع "مناحم بيجن" ان يخدع "السادات" ويستدرجه لتوقيع وثيقة لم يكن يتصورها "السادات". واختتم مقاله قائلا: "جميع جيراننا يتحولون تدريجيًا الى اسلاميين. ولا يعني هذا بالنسبة لنا نهاية العالم، الا انه يضطرنا ولأول مرة في حياتنا الى فهم الاسلام والمسلمين".