الجمهورية الثانية حالة خاصة، التظاهرات أمام القصر الرئاسى تعتبر من السوابق الرئاسية، التى كانت من المحرمات فى السابق، الرئيس محمد مرسى قرر أن يكون على اتصال مباشر مع أصحاب المظالم، قال: سأتواصل مع الجميع، وأبوابى مفتوحة وغير موصدة، الرئيس يريد أن يتحول سريعاً من ثقافة المعارضة الى ثقافة رجل الدولة، ثقافات كثيرة يجب علينا نحن المصريين أن نتعلمها وهى: ثقافة التسامح وثقافة الاعتذار وثقافة الاختلاف وثقافة الاعتراف بالخطأ. مطالب المتظاهرين أمام قصر الاتحادية تقريباً هى نفس المطالب التى سمعناها فى التحرير وقصر العينى وأمام مجلس الوزراء منذ قيام ثورة 25 يناير، عاملون يطالبون بزيادة المرتبات والحوافز والتثبيت فى العمل والحصول على فرص متساوية وإلغاء التمييز والمحسوبية، وهذه المطالب رغم بقائها بدون استجابة حتى الآن سهلة الحل، ديتها فلوس، والمثل يقول اللى تعرف ديته انجزه. توقفت عند بعض المطالب المركبة التى تحتاج الى جهد من الرئيس بعضها يتعلق بالثقافات الدخيلة وتحتاج الى تدخل سريع حتى لا تتفشى ويصعب السيطرة على آثارها السلبية أعتقد ان الرئيس مرسى قد وصل الى سمعة صوت والدة أحمد حسين عيد الطالب بكلية الهندسة الذى قتله متطرفون أطلقوا علىأنفسهم جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السويس، قالت والدة القتيل: يرضيك كده يادكتور مرسى، ابنى يقتلوه بدون ذنب!! كل ما فعلوه الشباب أنه كان يقف مع خطيبته أمام السينما. المتطرفون الثلاثة حاولوا تأديبه بالخرزانة على طريقة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فسقط قتيلاً. ورسالة من سمر فرج فودة الى الرئيس: قائلة: أيها الرئيس إليك شكوى من بنت مصرية: عمر عبدالرحمن قتل والدى فماذا أنت فاعل به. وطبعاً جريمة قتل الدكتور فرج فودة معروفة. وتشجعت ابنته، وتحدثت بعد تزايد مطالبات أسرة عمر عبدالرحمن المسجون فى أمريكا للافراج عنه، وقال الرئيس مرسى إنه سيعمل على ذلك! وقتل موسيقيين فى الشرقية على أيد ناس غامضين، وهروب الشيخ على ونيس نائب حزب النور السلفى السابق ورفضه المثول أمام النيابة للتحقيق فى بلاغ الفعل الفاضح المتهم بارتكابه فى الطريق العام، بعد العار الذى ألحقه بالفتاة المسكينة المحبوسة على ذمة القضية منذ قرابة الشهرين، وقد يطول حبسها، ويطول معه هروب المتهم الذى ينتمى إلى التيار الدينى. مطلب آخر ياسيادة الرئيس متعلق بالثقافة أيضاً هو إيجاد حل لبعض المنتمين الى التيار الدينى الذين لا يحترمون السلام الجمهورى ولا يقفون له، خاصة من كانوا نواباً فى البرلمان، وهذا يعتبر حنثاً بالقسم الذى أقسموه باحترام النظام الجمهورى وهؤلاء سببوا لنا الحرج فى الخارج عندما رفضوا الوقوف للسلام الجمهورى، كما حدث منهم فى البرلمان المصرى، وفى اجتماعات لجنة تأسيسية الدستور مؤخراً، مطلب آخر ياسيادة الرئيس هو أن الاعلام بكافة صوره يسعى الى علاقة طبيعية مع مؤسسة الرئاسة لتدقيق المعلومات التى تصل إليه مشوشة والحل يكمن فى إصدار قانون عاجل يكفل حرية المعلومات للحصول على المعلومات المدققة فى يسر، ووقف محاولات حزب الحرية والعدالة السيطرة على الصحف القومية كما كان يحدث فى النظام السابق عن طريق مجلس الشورى الذى فرض قواعد غريبة على تعيين رؤساء التحرير تعتبر إهانة للخبرات الصحفية وإصراراً على الإساءة إليهم وتشكيكاً فى نزاهتهم. سيادة الرئيس أنا استمعت الى أغنية لأحد المطربين غناها لسيادتك تقول: مش حاقول مبروك يامرسى إلا لما مصر ترسى، مش حاقول مبروك يابلدى ومالها لسة مجاش لولدى. مصر ياسيادة الرئيس لن ترسى على شاطئ الأمان ولن يستمتع أولادنا بأموالها إلا إذا أقمنا العدل وغيرنا الثقافات المتخلفة، واعترفنا بأن هناك واجبات وحقوقاً وتأكد الناس أنهم أمام القانون سواء، ونحترم أحكام القضاء ونبذ ثقافة القوم الذين إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.