أخيراً.. عبود الزمر المتهم بقتل السادات خارج السجن بعد 30 عاما قضاها في زنزانة السجن بطرة. أمير تنظيم الجهاز السابق الذي استقبله أبناء الجماعات الإسلامية بمجرد خروجه من السجن بالتهليل والتكبير ينوي بدء صفحة جديدة يطوي بها صحفة الماضي الأليم الذي عاشه أكثر من 30 عاما بالسجن. أعرب »الزمر« في أول يوم حرية عقب خروجه من السجن عن سعادته البالغة بالإفراج عنه. مشيرا إلي سعادته بسجن العادلي وبطانته السوداء وبتحديد إقامة الرئيس السابق محمد حسني مبارك بشرم الشيخ مع زوجته وولديه جمال وعلاء وتجميد أرصدتهم. وأكد الزمر أن أموال مبارك التي قدرها البعض ب70 مليار دولار كفيلة بحل مشاكل مصر من بطالة وعنوسة إلي جانب تسديد ديون مصر، مستنكرا أن تكون كل هذه الأموال بحوزة شخص واحد. وقال »الزمر« إن الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالي هو السبب الرئيسي في ثباته فترة سجنه طوال ال30 عاما الماضية وتمسكه بعقيدته جعله يقاوم الضغوط. كما لم ينس المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، حيث إنهم حملوه رسالة بسرعة الإفراج عنهم لأنهم تعرضوا لأحكام ظالمة في عهد النظام السابق. ووجه الزمر الشكر إلي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وحكومته والمجلس العسكري، مطالبا الشعب المصري بإعطائهم الفرصة لعمل إصلاح سياسي حقيقي يعود بالنفع علي البلاد ولا تتفرغ الحكومة للقضايا الفرعية فقط. وأكد الزمر أن البعض طالبه بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية إلا أنه رد عليهم بقوله: اللي هيمسك البلد الفترة القادمة ربنا يكون في عونه. وأشار إلي موافقته علي التعديلات الدستورية واعتبرها تسير في الاتجاه الصحيح والمناسب للوقت الحالي حيث إن تعديل تسع مواد من الدستور في الوقت الحالي يكفي لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية صحيحة وبعدها يتم صياغة دستور جديد للدولة. لافتا إلي أنه يفكر في إنشاء حزب سياسي مؤكدا أنه لم يتخذ القرار النهائي بعد، وأنه جار ترتيب الأوراق الخاصة بإنشاء حزب سياسي وإمكانية ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. وأعرب عبود عن سعادته بحل جهاز أمن الدولة وأشار إلي أنه منذ 25 عاما كتب أن هذا الجهاز خبيث ويجب استئصاله وتم معاقبته علي ذلك، وقال: إن الجهاز كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بداية من التعيينات وحتي الوظائف والتنصت علي المواطنين مطالبا بإعادة هيكلته بشكل جديد يتماشي مع روح الحرية الحالية. واستنكر الزمر تأخر إجراءات الإفراج عنه وقال: أشعر أن مبارك وزبانيته عطلوا فاكس الإفراج عني لمدة يوم كامل. وأعلن الزمر رفضه للمظاهرات الفئوية وطالب المصريين بالصبر لتحقيق جميع الإصلاحات. وشدد الزمر علي أن الجماعة لم تلجأ للعنف كما يتهمها البعض، حيث إنها كانت ادعاءات لمنع دخولهم مجلس الشعب كما فعلوا مع جماعة الإخوان المسلمون وأجبروهم علي قصر منافستهم علي 130 مقعدا فقط. وأكد الزمر أنه تعرض لضغوط ومساومات من النظام السابق للإفراج عنه خلال الفترة الماضية منها قبول فساد النظام والهجوم علي الإخوان وغيرهم وقال: إن طارق الزمر رفيق رحلته في السجن رد علي عرض الصفقة بأنهم لا يشرفهم وضع أيديهم في أيدي هذا النظام. فيما صرح »طارق الزمر« ابن عم عبود عقب إنهاء إجراءات خروجه من سجن طره بأنه سيواصل العمل الدعوي والسياسي. متخذا (وثيقة الطريق الثالث) التي تشبه مراجعات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد مرجعا في عملهم، لأنها تطرح طريقا أو بديلا ثالثا لتطبيق فكرة الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة ولكن بما يتماشي مع أفكار التعددية الحزبية والديمقراطية الغربية. ووجه رسالة إلي الأقباط شركاء الوطن قال فيها: راعوا أنكم قد تدمرون مستقبل البلاد، فلا تكونوا أداة في يد فلول الحزب الوطني. وأشار إلي أنه لم يكن يتوقع نجاح ثورة 25 يناير إلا أنه في يوم 28 بدأ يشعر بالتفاؤل وقال: إن التعديلات الدستورية الحالية كافية مرحليا لإجراء الانتخابات في المرحلة الانتقالية، مشددا علي أن التعديل القادم للدستور سيكون صارما بحيث يقلص سلطات رئيس الجمهورية حتي لا نخلق طاغية مرة أخري وعلي حاكم البلاد أن يكون خادما للشعب. ووصف الزمر الرئيس مبارك بأنه أشد سوءا من الرئيس السادات لأنه صار علي خطاه وساعد في تفشي ظاهرة زواج رأس المال بالسلطة والنتيجة ما وصلت إليه البلاد. وعلق علي حبس وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي علي بعد بضعة أمتار من محبسه بقوله: سبحان المعز المذل.. العادلي في السجن في الوقت الذي نستعد فيه للخروج منه. وطالب جميع القوي السياسية والإسلامية بأن تستفيد من مناخ الحرية الحالي والمساهمة في بناء دولة يحكمها القانون والحريات بعيدا عن أعمال البلطجة والتزوير. ووجه طارق الزمر رسالة إلي خالد الإسلامبولي والذي حكم عليه بالإعدام في قضية مقتل الرئيس السادات قال فيها: »لقد تحررت مصر كما كنت ترغب يا خالد«. ونفت زوجة طارق الزمر مطالبته بالابتعاد عن العمل السياسي وأكدت أن الجميع عليهم أن يعملوا في السياسة وخدمة مصر بعد ثورة يناير المجيدة.