أدى اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الملكية، اليمين الدستورية، أمام مجلس قيادة ثورة 23 يوليو فى قصر عابدين، وأدى الرئيس الثانى جمال عبدالناصر اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، وأدى الرئيس الثالث أنور السادات اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، وأدى الرئيس الرابع حسنى مبارك اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب. واليوم يؤدى الرئيس الخامس الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة 25 يناير، اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، وواجهت عملية أداء القسم أزمة حادة قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بسبب حكم المحكمة الدستورية العليا بإبطال بعض مواد قانون الانتخابات البرلمانية والتى أدت إلى بطلان مجلس الشعب من تاريخ تشكيله، وأصبح بعد الحكم كأن لم يكن، وكان على المجلس العسكرى أن يحدد جهة أخرى يؤدى الرئيس اليمين الدستورية أمامها، فأصدر إعلاناً دستورياً مكملاً، وتضمن قيام الرئيس بأداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، واعترض الإخوان وحرضوا على الاعتصام فى التحرير لإجبار «العسكرى» على إعادة مجلس الشعب ليؤدى الرئيس اليمين أمامه، كما وجه مجلس الشورى الدعوة إلى الرئيس المنتخب ليقسم أمامه، ثم توالت اقتراحات أخرى بأداء القسم فى ميدان التحرير، أو من خلال التليفزيون، وتم تجاوز الأزمة بعد سلسلة من اللقاءات بأداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا إعلاء لشأن الدستور، ويقف الدكتور مرسى أمام قلعة القضاء وشيوخ القضاة الأجلاء يقول: أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه. وبعد انتقال السلطة رسمياً، ينتقل الدكتور مرسى إلى مقر الحكم، ومن حقه أن يمارس مهامه من أى مكان يختاره، وأول مشكلة تقابل الرئيس هى تشكيل الحكومة الجديدة. وهنا يجب أن نذكر الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء الأشغال الشاقة الذى تولى مهامه فى أصعب الظروف، وقضى 200 يوم فى سهر بلا نوم ليجنبنا مذلة السؤال من الذين يسوون والذين لا يسوون، ومازال الجنزورى يؤدى دوره الكبير فى انقاذ ما يمكن انقاذه، وقام بتجربة كل الوسائل التى تؤدى الى تعويم المركب، ليسلمها إلى القائد، وهى صالحة للعوم، والعبور بنا إلى شاطئ الأمان، وبهذه المناسبة أتذكر ما قاله الرئيس مرسى عن عنق الزجاجة الذى مازلنا محشورين داخله منذ عقود عديدة، وكل همنا هو أن نخرج من عنق الزجاجة ولكن لم يتحقق لنا ذلك رغم الأحلام فى اليقظة والمنام، وقال الدكتور مرسى: كفاية عنق الزجاجة، طال أكثر من اللازم، وآن لنا أن نخرج من الزجاجة، وأن تخرج لنا الزجاجة ما بداخلها ليستفيد منه الناس. لن نخرج من عنق الزجاجة إلا من خلال حكومة تضم خبرات وطنية، وأن يتم اختيار وزرائها على أساس المهنية والكفاءة، وليس عن طريق المحاصصة التى تتعارض مع المواطنة، ان توزيع الوزراء بين القوى السياسية لن يحقق الهدف الذى نسعى إليه للنهوض بالبلد وحل المشكلات المتراكمة التى تحتاج إلى قرارات عاجلة يتخذها الخبراء المتخصصون وليس أصحاب الحصص الذين ينتظرون نصيبهم من الكعكة. بالتأكيد الرئيس مرسى يعلم أن البطالة تقترب من 24٪ ونحتاج سنوياً الى750 ألف فرصة عمل لزحزحتها، وأن نسبة الفقر تصل إلى 40٪ والدين الخارجى أصبح 33 مليار دولار، والدين المحلى يقترب من 1.8 تريليون جنيه، بخلاف قضايا الصحة والتعليم والأمن والنظافة والعدالة الاجتماعية. نحتاج الى خبرات يا سيادة الرئيس، واختر الذى يصلح للمنصب، ولا داعى للعاطفة، سيادتك حر فى عاطفتك نحو الإخوان، ولكن حكومة مصر فوق العواطف، الشعب ينتظر الأصلح، ووضع المسئول المناسب فى المكان المناسب، ولا وقت للتجريب، ولا وقت لتوزيع المناصب، مصر أمانة فى رقبتك لأنك رئيس كل المصريين.