بدأت واحة سيوة العلاجية علي جبل الدكرور والذي يقصده المئات من المرضي من جميع أنحاء العالم الذين يعانون من أمراض الروماتيد والروماتيزم والأمراض الجلدية وآلام المفاصل والعمود الفقري والعقم والكبد. حيث يبدأ الدفن من أول شهر يونيو وحتي شهر سبتمبر من كل عام ويسكن سيوة عدة عائلات هي قبائل الحمودات والظناين والحدادين والعدادسة، ومن هذه القبيلة يتفرع فرع السنوسي والذي ينتمي إليها الشيخ شريف السنوسي والذي يقيم في جبل الدكرور بواحة سيوة وهذا الجبل يقع شرق واحة سيوة والذي تتم فيه عملية الدفن، حيث الرمال الناعمة الخالية من أي شوائب وتتمتع هذه الرمال بوجود عدة معادن بداخلها ويستفيد منها الجسم مثل الحديد والماغنسيوم. وفي سيوة يتكلمون باللغة الأمازيغية بخلاف اللغة العربية والتي يتكلمها كل من تعدي سن الست سنوات، حيث يبدأ بتعلمها بالمدرسة، أما قبل ذلك فيتكلم اللغة الأمازيغية وبعض الكلمات العربية الدارجة والتي يسمعها من أهله وهم يتكلمون بها من الزائرين. يقول الشيخ شريف السنوسي الذي ورث عملية الدفن في الرمال آبا عن جد. أن أي شخص يمكن علاجه بالدفن في الرمال ما عدا مريض القلب، ويشرح طريقة الدفن في الرمال، مؤكدا ان مريض الضغط يمكن ضبط ضغطه بالأعشاب الطبيعية، ويشير إلي اتباع برنامج غذاء متكامل قبل عملية الدفن يشمل وجبة إفطار الساعة السابعة صباحاً تضم مشروباً يسمي «اللبيجي» وهو روح النخلة علي الريق، ويبدأ الإفطار من 9 صباحا ويشمل الجبنة البلدي والبيض واللبن وكلها منتجات طبيعية. ينتهي الإفطار في الحادية عشرة صباحا، ويبدأ الاستعداد الي الانتقال إلي الجبل مع دقات الواحدة ظهرا، ويكون العمال قد قاموا باعداد الحفر بمقاس الإنسان العادي وبعمق 50 سم ويجب ان تضرب الشمس الرمال من الداخل وتجعلها ساخنة. وتبدأ عملية الدفن في حوالي الثانية ظهراً ويدخل المريض في الحفرة ويغطي جسمه بالرمال، أما رأسه فيظل بالخارج ويوضع فوقه شمسية أو بطانية تبسط فوق عمود ويدخل المريض الي الحفرة مجردا من كل ملابسه، وتتم له عملية مساج أثناء وجوده في الرمل ويبقي في الرمال حتي تحمر أعلي أنفه. يؤكد «السنوسي» أن أحمرار الأنف يعني ان جميع مسام الجسم تفتحت ولا يوجد فائدة من وجوده في الرمل أكثر من ذلك. ويضيف: ينقل المريض إلي خيمة ملفوفاً في بطانية، ويترك فيها قدر استطاعته فهناك من لا يتحمل أكثر من عشر دقائق، ومن يجلس لمدة 4 ساعات، مؤكد أنه كلما طالت المدة كان ذلك أكثر فائدة، موضحا أن الصعوبة كلها تكمن في الجلوس في الخيمة وليس الدفن في الرمال. بالإضافة إلي ان صعوبة الخيمة تكمن في نقص الأكسجين، وزيادة ضربات القلب، وضعف النظر وارتفاع درجة الحرارة داخل الخيمة مما يتسبب في تساقط المياه التي تحمل السموم من جسم المريض بكميات كبيرة، ويتناول المريض أثناء وجوده في الخيمة مشروبات طبيعية مثل الحلبة الحصي واليانسون. يحرص المعالجون أثناء نقل المريض من الخيمة الى الاستراحة علي أن يكون ملفوفا جيدا حتي لا يتعرض لهواء، ويقدم له الغذاء ويشمل أرانب أو نصف دجاجة بلدى أو ربع كيلو لحم ضاني أو ماعز مع أرز وشوربة خضار، ويقدم له عصير الليمون باستمرار. ثم يقوم المريض بتغيير ملابسه ويخرج إلى الحديقة المليئة بالفاكهة ليختار منها ما يشاء. وهناك قائمة ممنوعات يحرص «شريف السنوسي» علي تنبيه المرضي بعدم الاقتراب منها مثل شرب الماء المثلج أو البارد والتكييف والمروحة والاستحمام والجماع طول فترة العلاج التي تمتد من 3 إلي 7 ايام واحياناً تصل إلي 9 أيام. وبعد الانتهاء من «كورس» العلاج يتم عمل مساج بزيت الزيتون وملح طعام وليمون لسد مسام الجسم مرة أخرى. وتكون تكلفة العلاج حسب قدرات كل شخص والإمكانيات التى تتاح له فى الإقامة ونوعية الأكل الذى يطلبه.