تناولت وسائل الاعلام الدولية أمس الملفات التى سيواجها رئيس مصر الجديد التى تمثل تحديا سياسيا خارج الحدود وذلك بجانب القضايا الداخلية المعقدة، فعلاقات مصر الخارجية مع دول بعينها، تمثل أهمية كبرى للاستقرار المصرى على الجبهات الخارجية من جهة. ومن جهة اخرى تمثل ثقلا لدعم مصر اقتصاديا وماليا وتحقيق المكانة الدولية المفترض ان تتمتع بها مصر كرمانة الميزان فى المنطقة العربية، وبؤرة الاستقرار فى الشرق الاوسط عامة . «تايم» تتساءل عن إمكانية تنازل الجيش عن السلطة تحت عنوان «مرسى الاسلامى يفوز برئاسة مصرولكن هل يتنازل الجيش عن السلطة» أشارت مجلة التايم الامريكية الى ان أقوى تنظيم إسلامي فى مصر تمكن من تحقيق عمل بطولى خيالى لينتقل من ركن الجماعة المحظورة إلى احتلال أحد مقاعد السلطة، ولكن مازال هناك بعض من الذين يقولون إنه لكى يتم تحقيق رقعة أكبر لسلطة تلك الجماعة الاسلامية يستلزم ذلك تقييم الامور من منظور وجود سلطة أكبر للجيش الذى يحكم قبضته على الأمور. واضافت التايم انه عقب أسبوع من انتظار إعلان نتيجة أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فى مصر ، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز محمد مرسى عضو جماعة الاخوان المسلمين بمقعد الرئاسة أمام منافسه رئيس الوزراء السابق فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك بفارق ضئيل. «رويترز»: فرح الإسلاميين وشكوك في الخليج وإسرائيل تناولت وكالة رويترز للانباء فى تقريرها فرح الإسلاميين فى مصر بفوز الرئيس المنتخب محمد مرسى والشكوك فى الخليج واسرائيل ، واشار التقرير الى ان الرئيس المصري الجديد ربما يفتقر لنفوذ حقيقي في السياسة الخارجية في الوقت الراهن لكن الحقيقة المجردة المتمثلة في ان أحد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين بات على رأس السلطة في أكبر دولة عربية سيشجع إسلاميين اخرين يسعون إلى التغيير الثوري في انحاء الشرق الأوسط. ونقلت رويترز عن محللين قولهم إن تولي محمد مرسي منصب رئيس الدولة سيقلق على الارجح إسرائيل ويسعد إيران الخصم اللدود لإسرائيل ويفزع المنتقدين العلمانيين للاخوان في الداخل والخارج الذين يجادلون بان الإسلام السياسي ليس ترياقا للبطالة والاقتصاد المتعثر والبؤس الاجتماعي. واضافت ان فوز مرسي سيثير أيضا الهواجس بين بعض دول الخليج العربية التي لا تزال تواجه صعوبات في التأقلم بشكل فعال مع إسقاط حليفهم القديم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وقال محللون إن اي تفاوت في تدفق المساعدات من الخليج ربما يكون مؤشرا على حالة العلاقات مع القاهرة. واضاف ان بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في تونس والمغرب فإن انتخاب مرسي يدفع العالم إلى التفكير مجددا بشأن كيفية التعامل مع المؤيدين للحكم الاسلامي. جارديان: ترحيب رسمى ومخاوف خاصة نشرت صحيفة جارديان البريطانية تحليلا عن تولي محمد مرسي رئاسة مصر بعنوان «ترحيب رسمي ومخاوف خاصة». وقالت فى تحليل لايان بلاك محررالصحيفة لشؤون الشرق الأوسط إن مرسي استقبل التهاني الرسمية من دول الشرق الأوسط بفوزه برئاسة مصر، ولكن كانت هناك أيضا بعض المشاعر الملتبسة، والرسائل ذات المغزى من إسرائيل وإيران.واضافت إن القوى الإسلامية في كل مكان سعدت بفوز مرسي الذي يمثل نصرا تاريخيا للإخوان المسلمين. ولكن الملوك المحافظين الذين يحاولون أن ينأوا ببلادهم عن احتجاجات الربيع العربي لم يسعدوا بفوز مرسي. وقالت إن تهنئة السعودية، بدت رسمية بشكل واضح. ورأت أن التحدى الرئيسي أمام مرسي يتمثل في الجبهة الداخلية، حيث يتوقع أن يتشبث المجلس العسكري بالسلطة. واضافت الصحيفة أنه حتى مع الحد الشديد من سلطات الرئيس، فإن الرئيس -رغم ضعف سلطاته- يتوقع منه أن يناقش معاهدة كامب ديفيد، التي قد يؤدي التخلي عنها إلى حرب مع إسرائيل.ورأت جارديان أنه من الصعب تخيل استمرار مرسي على نهج الرئيس المخلوع حسنى مبارك، في تأييد استمرار فرض الحصار على غزة، ومن المرجح إعادة فتح معبر رفح. واضافت أن الأردن، الذي يدعمه الغرب، رغم تهنئته العلنية لمرسي، ليس راضيا عن فوزه، لأنه يمثل تشجيعا للإسلاميين في أراضيه. ويشترك المغرب مع الأردن في نفس المخاوف.أما فيما يتعلق بسوريا، فقالت إنه في البلاد التي يشكل فيها الإخوان المسلمون جزءا كبيرا من المعارضين لحكم الأسد، قدمت الحكومة تحية رسمية، وتجنبت الإجابة عن التساؤل عما إن كانت بلادها ستشهد انتخابات مماثلة قريباً. ديلي تليجراف: إسرائيل تستعد للحرب نشرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية ، تقريراً بعنوان «إسرائيل تهون من المخاوف بشأن الإخوان المسلمين». وقالت الصحيفة فى تقرير لريتشارد سبنسر، مراسل الصحيفة في القاهرة إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول التهوين من المخاوف من احتمال حدوث صدام بين بلاده ومصر، على الرغم من القلق المتزايد من فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات. واضافت الصحيفة: إن نتنياهو يتطلع للتعاون مع الدكتور محمد مرسي، المرشح الفائز فى انتخابات الرئاسة، وبدا أكثر تفاؤلاً من الصحف والعديد من الوزراء السابقين، الذين قال أحدهم إن إسرائيل يجب أن تتأهب للحرب. وقالت الصحيفة إن عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية عكست المخاوف في بعض مناطق الشرق الأوسط من صعود الإخوان المسلمين، حيث جاء عنوان صحيفة يديعوت أحرونوت، أكثر الصحف الإسرائيلية انتشاراً، «الظلام في مصر».واضافت أن المسؤولين السابقين في إسرائيل أعربوا عن نفس النظرة التشاؤمية التي أعربت عنها وسائل الإعلام، حيث قال بنيامين بن اليعازر، وزير الدفاع الاسرائيلي السابق، يجب أن نبدأ الحوار مع الإسلاميين، ولكي نكون متأهبين للحرب في الوقت ذاته. وقالت الصحيفة ان المخاوف الإسرائيلية من الإخوان تزايدت بعد الاستماع إلى المقابلة التي أجراها مرسي مع وكالة «فارس» الإيرانية الرسمية، التي نقلت عنه قوله إنه يريد إعادة العلاقات مع طهران، ضمن مساعي إعادة التوازن إلى سياسة مصر الخارجية. فاينانشال تايمز: الثورة في مصر دخلت مرحلة الصراع بين المؤسسات اكدت صحيفة فاينانشال تايمز إن الرئيس المصري الجديد يواجه مهمة الحفاظ على توازن صعب وسط مطالب الجيش والأحزاب.وقالت الصحيفة فى تقرير لرولا خلف إنه في خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية قدمت مصر الكثير من لحظات الأمل، كما قدمت الكثير من لحظات خيبة الأمل. واضافت إن هذه التقلبات الشديدة من سمة التحول السياسي الذي يعقب عقودا طويلة من الدكتاتورية.واشارت فاينانشال تايمز أن مصر بانتخابها محمد مرسي، وهو أول رئيس إسلامي منتخب في العالم العربي، اختارت البقاء على درب التأرجح بين اليأس والأمل، وربما تبقى على هذا الحال عدة أعوام. وقالت إنه بانتخاب مرسي تدخل الثورة في مصر مرحلة ثانية، وهي مرحلة الصراع بين المؤسسات متمثلة في الرئاسة، التي تسيطر عليها أقوى جماعة سياسية في مصر، والحكم العسكري المتجذر في البلاد. وترى الصحيفة أنه وفقا للإعلان الدستوري المكمل، سيتولى الرئيس الحكم دون سلطة محددة بشكل واضح. واضافت الصحيفة إن الرئيس سيتولي الحكم دون سلطات واضحة المعالم، ودون رأي حقيقي في عملية الإصلاح المنتظر في مصر. واشنطن بوست: تفاؤل أمريكى بإمكانية إقامة علاقة عمل جيدة مع الإخوان المسلمين ركزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عناوينها الرئيسية على الرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، وتساءلت هل يمكن اعتباره حليفا جيدا للولايات المتحدةالأمريكية؟. وأشارت الصحيفة فى مقالها الافتتاحى إلى انه للوهلة الأولى قد يبدو الرئيس المصرى الجديد المنتخب كابوسا لمصالح واشنطن فى المنطقة بسبب انتقاده لسياسة البيت الأبيض ووصفه للإسرائيليين بالطغاة. واشارت الصحيفة إلي أنه وبالرغم من كل ذلك إلا أن الساسة الأمريكيين والخبراء السياسيين متفائلون بإمكانية إقامة علاقة عمل جيدة مع سياسي من الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة أن هذا التفاؤل ناجم عن الواقع المصري، وأن أي انتقادات عقائدية ضد السياسة الأمريكية ستؤثر بشكل كبير على محاولات الرئيس المصري بث الاستقرار في الشارع المصري والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد وهو الأمر الذي يحتاج إلى المساعدة الأمريكية. وأوضحت واشنطن بوست أيضا ان الرئيس الجديد المنتخب محمد مرسى ومساعديه متفائلون بشأن مستقبل العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالامريكية، إلا أن تلك العلاقة يكتنفها أيضا بعض المحاذير.