في إطار متابعته وتحليله للوضع المصري، رأى الكاتب البريطانى الشهير "روبرت فيسك" أن فوز الدكتور "محمد مرسي"، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بأول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في البلاد، فشل في تهدئة مخاوف المصريين ولم يكبح جماح المجلس العسكري. واشار "فيسك" في مقاله اليوم بصحيفة "إندبندنت" البريطانية تحت عنوان: "مصر بلا دستور أو برلمان أو سيطرة"، إلى أن نبرة الود التي تحدث بها مرسي في خطابه عن إيران، أثار حفيظة السعودية، التي ترددت مزاعم عن أنها تمول حملة الإخوان الرئاسية، وقال فيسك: "الآن تجد السعودية أن مرسي يتودد إلى النظام الشيعي في إيران ويقترح تطبيع العلاقات". وتابع الكاتب قائلاً: "لابد للإخوان أن يكونوا سعداء برحيل الأمير "نايف بن سلطان" ولي العهد السعودي السابق، والذي ألحق أضرارا كبيرة بالإخوان المسلمين، والذي كان يتمتع بعلاقة قوية مع نائب "مبارك" الأمني، في إشارة إلى اللواء "عمر سليمان" رئيس المخابرات ونائب الرئيس السابق الذي قيل إنه سيعين مستشارا أمنيًا للأمير الراحل في نوفمبر الماضي. ووصف "فيسك" الخطاب الذى ألقاه مرسى بعد إعلان فوزه بأنه "خطاب استرضائى"، ولكنه انتقد الثناء الكبير الذى قام به "مرسى" فى الخطاب على الجيش والشرطة فى المرحلة الأخيرة من ثورة مصر". واشار الكاتب إلى أن الرئيس المنتخب سيصطدم فى الطريق إلى الديمقراطية المصرية بسبب الخوف والشك بين "المباركيين"- مؤيدى الرئيس السابق- ونخبة رجال الأعمال، وبالطبع المسيحيين، فى حين أن المجلس العسكرى يقلص من الصلاحيات التى يجب أن يتمتع بها أى رئيس لمصر، ومن ثم سيكون مرسى بلا دستور وبلا برلمان وبلا حق فى قيادة جيش بلاده. وتابع "فيسك" قائلاً: إن أى أحد يشكك فى الأخطار القادمة ينبغى عليه أن يعيد قراءة تغطية الحملات الانتخابية الرئاسية فى الصحافة المصرية. فصحيفة "الدستور" قالت إن الإخوان المسلمين يخططون لمذبحة لو فاز "شفيق"، فى حين زعمت "الفجر" أن الإخوان يخططون لإمارة إسلامية فى مصر، بينما قال الروائى "جمال الغيطانى": "إننا نعيش فى لحظة ربما تكون مشابهة للحظة صعود "أدولف هتلر" إلى السلطة"، وهى مبالغة- كما يصفها فيسك.