احتلت الاجهزة الامنية السودانية ميدان ابوجنزير وسط الخرطوم صباح الخميس الماضي لمنع مظاهرة دعا لها تحالف قوي الاجماع الوطني، واعتقلت السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد الذي كان اول الواصلين الي مكان التجمع من قيادات الاحزاب، وذلك بعد ان وقع علي لافتة علي قارعة الميدان بعبارة "حضرنا ولم نجدكم".. في اشارة الي عجز قيادات الاحزاب عن المشاركة، ومن بينهم زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي الذي كان مقررا ان يخاطب المتظاهرين. وتعاملت قوات مكافحة الشغب المتأهبة وعناصر أمنية بزي مدني بحسم لافت مع طلائع المتظاهرين الذين وصلوا الي اطراف ميدان ابوجنزير، واقتادت 36 متظاهرا الي عدة اقسام في الخرطوم، وكان، "حامد انترنت" احد مريدي طائفة الانصار اول متظاهر يدخل الي الميدان بجبته الانصارية وطريقة تكبيره المميزة "الله اكبر ولله الحمد". لكن عناصر الاجهزة الامنية تعاملت معه بعنف واوسعته ضربا. وقال شاهد عيان لرويترز: ان مجموعات صغيرة من المحتجين تجمعت في ميدان أبوجنزير بعد الظهر في حين تجمع ما يزيد علي 500من افراد الشرطة والامن في الشوارع المحيطة، وما إن بدأ المحتجون يرددون الهتافات حتي تحركت قوات الامن الي الميدان واعتقلت أغلبهم. وفي جامعة النيلين اصيب عدد من الطلاب في مواجهات بين طلاب المعارضة ومنسوبي المؤتمر الوطني في اعقاب محاولة متظاهرين الخروج الي الشارع وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام". وطوقت الشرطة الجامعة، بينما استخدم الطلاب المنقسمون العصي والأسياخ ضد بعضهم البعض. وطالت الاعتقالات بحسب رئيس الهيئة القيادية لتحالف المعارضة فاروق ابوعيسي، رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ، ورئيس الحزب الوحدوي الناصري جمال ادريس. واضاف ابوعيسي في مؤتمر صحفي مساء امس انهم فوجئوا فجر امس بالقبض علي بعض قادة التحالف من منازلهم بدعوي انهم منظمون للتظاهرة، وهم محمد ضياء، طارق عبد المجيد، وميرغني عبد الرحمن. واكد ان الاسبوع القادم سيشهد اجتماع رؤساء الاحزاب لحسم مسألة الحوار مع المؤتمر الوطني، وقال ان التحالف سيتقدم بشكوي للامين العام للامم المتحدة ضد قسم حقوق الانسان في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة "يونميس" لأن لديهم تفويضا للدفاع عن حقوق الانسان، وانهم متداخلون مع النظام بشكل مرفوض للمعارضة، كما انه سيُشهِد علي ذلك الخبير المستقل لحقوق الانسان محمد عثمان شاندي، الذي يزور السودان حاليا. وشدد ابو عيسي علي ان المعارضة لن تتقدم بأية طلبات ترخيص للتظاهر الي الشرطة مستقبلا. ولم تصل شخصيات معارضة أخري الي حد الدعوة لتغيير النظام وأقرت بأنها فشلت حتي الان في حشد تأييد شعبي ضخم لقضيتها. وقالت القيادية في حزب الامة القومي مريم الصادق المهدي قبيل الاحتجاج: ان هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية وان المعارضة في الوقت الراهن تمضي الكثير من الوقت في الحديث الي الاعلام وعقد الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحفية. واضافت مريم بحسب رويترز ان هناك فوضي كاملة وفشلا كاملا في السودان، وان الشعب فقير وليس له صوت مسموع والحياة صعبة علي غير أعضاء الحزب الحاكم.
