أعربت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن دهشتها من تصاعد موجة العنف ضد المهاجرين الأفارقة وحكم المحكمة العليا الذى يمهد الطريق لطرد 700 لاجئ من جنوب السودان، واصفة السياسة الإسرائيلية بأنها تؤكد المبدأ العنصرى الشاذ بأن إسرائيل لأصحاب البشرة البيضاء فقط ومحرمة على السود. كما شنت الصحيفة هجوما عنيفا على تصريحات وزير الداخلية الاسرائيلى والتى قال فيها إن المصالحة مع الفلسطينين تعنى نهاية حلم الدولة الصهيونية. وعبر كاتب المقال "ريتشارد سودان" عن دهشتة من سياسات اسرئيل التى تعيد الى الاذهان سياسات الفصل العنصرى "ابرتايت" فى جنوب افريقيا قائلا: "إن اسرائيل تتبنى فكرا يرسخ فكرة الجنس السامى (فى اشارة الى الفكر النازى ) وانتقد (سودان ) المارسات القمعية والمحاكمات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينين" . ويثير كتاب صادر حديثا بعنوان ( قرمزى اللون) ويناقش عنصرية المجتمع الاسرائيلى وتحامله على المهاجرين خاصة الافارقة ضجة كبيرة فى اسرائيل وخارجها وحتى قبل نشره حيث يناقش عنصرية دولة اسرائيل واضطهاد المهاجرين خاصة من غير البيض. وكانت المحكمة العليا قد أصدرت حكما يسمح للحكومة بترحيل المهاجرين من جنوب السودان رغم حصولهم على حق اللجوء السياسى على اعتبار أن جنوب السودان اصبحت دولة منذ العام الماضى . ويتعرض المهاجرون الافارقة فى اسرائيل لموجة عنف عنصرية غير مسبوقة أدت الى تدمير منازل وممتلكات الكثيرين منهم وهو ما أثار مشاعر الاستهجان والغضب ضد الحكومة واتهمها البعض انها تتعمد تغذى وتأجيج وتغذية المشاعر العدائية ضد المهاجرين وغير الاسرائيليين بصفة عامة . واختتم سودان مقاله الذى نشر تحت عنوان رسالة الى لاجئ جنوب السودان.. اسرائيل للرجل الابيض فقط قائلا: طالما أن المحكمة أسست حكمها على اعتبار ان جنوب السودان كيان دولي الآن فمن باب أولى ان تقبل إسرائيل حق العودة الفلسطينين لأراضيهم التى سلبتها منهم تأسيسًا على القرارات الدولية .
